تحولات الجولاني.. من قائد جهادي إلى زعيم طامح لبناء دولة جديدة

في تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية، تناول الكاتب رودجر بويس تحولات أبو محمد الجولاني، قائد جبهة النصرة سابقًا وزعيم هيئة تحرير الشام، من جهادي متشدد إلى شخصية تسعى لتقديم نفسها كزعيم سياسي جديد لسوريا ما بعد الأسد. التقرير استعرض التحولات الشخصية والسياسية للجولاني، والتحديات المحيطة بإعادة بناء سوريا واستقرارها.
رحلة من السجن إلى السياسة
حين كان الجولاني في معسكر الاعتقال الأمريكي “بوكا” بالعراق، عُرف بتعليمه زملاءه اللغة العربية الفصحى. وبعد الإطاحة بنظام الأسد، أعلن الجولاني أن هدفه الحالي هو بناء الدولة السورية، وليس السعي للانتقام. في لقاءات مع موظفين سابقين من نظام الأسد، أشار الجولاني إلى أن المحاكم، وليس فرق الاغتيال، ستكون المسؤولة عن محاسبة من ثبت تورطهم في الفظائع.
تحولات في الخطاب والشكل
الجولاني، الذي كان يظهر سابقًا بالزي العسكري، ظهر مؤخرًا بالبدلات الرسمية وبدأ باستخدام اسمه الحقيقي، أحمد الشرع. كما التقى زعماء مسيحيين في خطوة تُظهر رغبته في كسب الاعتراف الغربي كزعيم سياسي قادر على إدارة سوريا. لكن تساؤلات عدة تُثار حول إمكانية تغيير صورة الجولاني وقيادته المستقبلية لسوريا.
التحديات الدولية والإقليمية
التقرير أشار إلى أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي شغل سابقًا منصب رئيس الاستخبارات التركية، كان يراقب الجولاني عن كثب. ومع هروب الأسد إلى موسكو، أصبح السؤال الأبرز: هل يمكن لسوريا الجديدة بقيادة الجولاني أن تحقق الاستقرار اللازم لعودة اللاجئين وتخفيف حدة الأزمات؟
أزمة اللاجئين والعودة المشروطة
الحرب الأهلية السورية أدت إلى نزوح ملايين اللاجئين، أغلبهم في تركيا وأوروبا. دول مثل ألمانيا بدأت تروج لفكرة أن سوريا أصبحت آمنة للعائدين بعد تراجع النظام. لكن إعادة اللاجئين مرهونة بحكومة مستقرة وحدود آمنة واقتصاد قادر على استقبالهم. ومع ذلك، فإن الخوف من العودة إلى دولة ذات طابع إسلامي مقيد يبقى عائقًا أمام العديد منهم.
إعادة بناء سوريا: هل الجولاني هو المفتاح؟
بويس يشير إلى أن رفع العقوبات عن سوريا تدريجيًا، مع السماح بتحويل الأموال من المغتربين، قد يكون نقطة البداية لإعادة الإعمار. لكنه يلفت إلى أن التحدي الأكبر يكمن في قدرة الجولاني على إعادة اختراع نفسه كزعيم سياسي شرعي.
مستقبل مجهول
هيئة تحرير الشام، التي لا تزال مدرجة على قوائم الإرهاب الدولية، تشكل عقبة أمام قبول الجولاني كقائد سياسي. ورغم وعوده بحلها، فإن التمويل الغامض للهيئة وإرثها الجهادي يثيران الشكوك. فهل يستطيع الجولاني تجاوز إرثه الجهادي وإقناع العالم بأنه قادر على توحيد سوريا؟ أم أن الدولة ستبقى مصدرًا للتوتر والإرهاب الإقليمي؟