صفقة الإفراج عن الرهائن في غزة: هل ينجح الضغط الدولي قبل تنصيب ترامب؟

أفادت صحيفة “الجارديان” بأن البيت الأبيض يعمل بجد على التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس للإفراج عن الرهائن قبل تنصيب الرئيس المنتخب ترامب، وفقًا لتصريحات وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA). في مقابلة مع “الراديو العام الوطني”، قال بيرنز إن المفاوضات الجارية الآن تبدو جدية ولديها إمكانية كبيرة لتحقيق تقدم في الأسابيع القليلة القادمة. وأضاف أن التنسيق بين الإدارة الحالية والإدارة القادمة على هذا الملف كان مثمرًا، مشيرًا إلى أن الرئيس المنتخب ترامب أبدى اهتمامًا بالغًا بمحاولة التوصل إلى اتفاق قبل توليه المنصب.
في وقت يتصاعد فيه التفاؤل بين صناع القرار، بدت كل من إسرائيل وحماس قريبتين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وهي خطوة قد تؤدي إلى وقف المجزرة المستمرة في قطاع غزة. في هذا السياق، أكدت حماس أنها قدمت قائمة تضم 34 رهينة إسرائيليًا تم اختطافهم خلال الهجوم الذي شنته على إسرائيل في أكتوبر 2023، وأنه يمكن الإفراج عنهم كجزء من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى. وأضافت أن القائمة تشمل النساء والأطفال وكبار السن، بينما لم تحدد إسرائيل مصير هؤلاء الأشخاص ما إذا كانوا أحياء أم أموات.
الجدير بالذكر أن المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة ومصر وقطر لم تثمر عن أي اتفاق دائم حتى الآن، في حين يصر كل طرف على شروطه الخاصة، مع تأكيد حماس على ضرورة أن يكون الإفراج عن الرهائن جزءًا من اتفاق شامل لوقف الأعمال الحربية، بينما يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتفاق مرحلي يضمن الإفراج عن بعض الرهائن مع الحفاظ على حق إسرائيل في استئناف العمليات العسكرية إذا انتهت الاتفاقية.
من جانبه، قال كوفي مايكل، الباحث البارز في معهد “ميسغاف” الإسرائيلي للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، في تصريحات لوكالة فرانس برس: “لا أرى تقدمًا كبيرًا حتى يتولى الرئيس ترامب منصبه.” وأضاف أن نتنياهو يتوقع أن تكون عودة ترامب إلى منصبه خطوة مفيدة لسياساته التوسعية، خاصة في مجال الاستيطان وضم الأراضي في الضفة الغربية، وهو ما قد يمنحه مزيدًا من الدعم السياسي داخليًا وخارجيًا.
فيما أشار المحلل العسكري الإسرائيلي، يوني بن مناحيم، إلى أن المفاوضات الحالية تسير في “مسار صعب ومعقد”، لكنه أضاف أن التوصل إلى صفقة إفراج عن الرهائن سيكون له تأثيرات إيجابية على صورة إسرائيل في العالم العربي، وفي الوقت نفسه قد يقلل من الضغوط الدولية عليها بشأن الوضع في غزة. لكنه حذر من أن أي تقدم قد يظل محدودًا إذا استمرت الفجوات بين المواقف المتعارضة للطرفين.
من جهة أخرى، تحدث محللون في واشنطن عن أهمية الدور الذي يلعبه الضغط الدولي في تسريع وتيرة المفاوضات. وقال أحد الخبراء في السياسة الخارجية الأمريكية: “الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب قد تضغط بشكل أكبر على إسرائيل لتحقيق تقدم، لكن هذا يتطلب أولًا أن تكون هناك توافقات مع حماس، وهو أمر ليس سهلًا بالنظر إلى تعقيدات الموقف”.
على الرغم من التفاؤل الذي يسود بعض الأوساط، فإن الخبراء يحذرون من أن النجاح في الوصول إلى اتفاق مستدام يظل بعيدًا نظرًا للأبعاد الإقليمية والدولية المعقدة التي تحكم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.