Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

إسطنبول تشتعل.. تداعيات سياسية واقتصادية تلوح في الأفق

تتواصل التظاهرات في إسطنبول حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين احتجاجًا على سجن رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو، أبرز منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان.

هذا المشهد يعيد إلى الأذهان أكبر موجة احتجاجات شهدتها تركيا منذ أكثر من عقد.

حراك شعبي واسع النطاق

شهدت مختلف المدن التركية احتجاجات واسعة استجابةً لدعوات المعارضة، حيث تركزت التظاهرات الكبرى في إسطنبول، معقل إمام أوغلو السياسي.

ويطالب المتظاهرون بالإفراج عنه، معتبرين قضيته مسيّسة وتهدف إلى إقصائه من المشهد السياسي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وبحسب حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، فإن ما يقرب من 1900 شخص اعتُقلوا منذ اندلاع الاحتجاجات، فيما تم سجن 260 آخرين على ذمة المحاكمة، وفق تصريحات وزير الداخلية علي يرلي قايا.

أبعاد سياسية للصراع

تتهم المعارضة، إلى جانب منظمات حقوقية وقوى غربية، الحكومة التركية باستغلال القضاء لإزاحة إمام أوغلو، الذي يُعد أبرز المرشحين المحتملين لمنافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تعزز الاستقطاب السياسي في البلاد، حيث يدعو حزب الشعب الجمهوري إلى انتخابات مبكرة، معتبرًا أن الحكومة فقدت شرعيتها في ظل التراجع الاقتصادي والتوترات السياسية المتزايدة.

في المقابل، تنفي الحكومة أي تدخل في القضاء، مؤكدة استقلالية المحاكم، فيما وصف أردوغان الاحتجاجات بأنها “مسرحية سياسية”، محذرًا من تداعيات قانونية على المشاركين فيها، وداعيًا المعارضة إلى وقف ما أسماه “التحريض”.

انعكاسات اقتصادية للأزمة

لم تقتصر تداعيات الأزمة على المشهد السياسي، بل امتدت إلى الاقتصاد التركي، حيث شهدت الأسواق اضطرابات ملحوظة، وانخفضت قيمة الليرة التركية، ما دفع البنك المركزي للتدخل عبر ضخ احتياطيات لدعم العملة.

وأثارت هذه الاضطرابات قلق المستثمرين، لا سيما في القطاع الخاص، وسط مخاوف من تصاعد حالة عدم الاستقرار.

ومع ذلك، أكدت الحكومة أن التأثير سيكون محدودًا ومؤقتًا، مشيرة إلى أن الأسس الاقتصادية للبلاد لا تزال قوية.

إلى أين تتجه تركيا؟

مع استمرار الاحتجاجات واتساع رقعتها، يواجه أردوغان تحديًا غير مسبوق منذ سنوات، حيث تتشابك الأبعاد السياسية والاقتصادية في معركة قد تعيد تشكيل المشهد التركي قبل الانتخابات المقبلة.

ويبقى السؤال: هل ستنجح المعارضة في تحويل هذه الاحتجاجات إلى قوة دافعة لإجراء انتخابات مبكرة، أم أن النظام الحاكم سيتمكن من احتواء الأزمة وفرض سيطرته على المشهد؟ الأيام المقبلة ستكشف مآلات هذا الحراك وتأثيره على مستقبل تركيا السياسي والاقتصادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى