Podcast Icon
سياسة

إسرائيل تعيد رسم استراتيجيتها الدفاعية بعد 7 أكتوبر: منظومة ثلاثية الطبقات داخل الحدود وخارجها

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تحول جذري في استراتيجية إسرائيل الدفاعية، عقب الفشل الاستخباراتي والعسكري الذي شهدته في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. فقد تبنت إسرائيل نهجاً جديداً لحماية حدودها، يتمثل في إقامة نظام دفاعي ثلاثي الطبقات على طول الحدود مع كل من غزة، ولبنان، وسوريا، وذلك لضمان أمن المستوطنات الإسرائيلية وتعزيز قدراتها الدفاعية ضد أي تهديدات محتملة.

نتنياهو يطالب بـ”نزع السلاح” في جنوب سوريا
خلال حفل تخريج للضباط، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مطالبته بنزع السلاح بالكامل في جنوب سوريا، وهو ما اعتبرته الصحيفة بمثابة إعلان رسمي للاستراتيجية الدفاعية الجديدة، التي تشكلت على مدار الأشهر الماضية.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أن هذه الاستراتيجية بدأت تتبلور منذ أواخر العام الماضي، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان، وأصبحت ملامحها أكثر وضوحاً بعد تصريح نتنياهو الأخير بشأن سوريا.

تمييز بين الحدود الآمنة والمناطق الخطرة
وفقاً للتحليل، تستند هذه الاستراتيجية إلى التمييز بين نوعين من الحدود:
الحدود الآمنة مع الدول التي أبرمت معها إسرائيل اتفاقيات سلام.
الحدود المهددة، التي تمثل خطراً مباشراً على المستوطنات، وتستلزم وجود إجراءات عسكرية مشددة.
ولهذا، فإن إسرائيل تعمل حالياً على تعزيز أمن حدودها في المناطق التي تواجه تهديدات دائمة، مثل غزة ولبنان وسوريا، من خلال ثلاثة مستويات دفاعية مترابطة.

نظام دفاع ثلاثي المستويات: تحصينات داخل الحدود وخارجها
المستوى الأول: تحصينات داخل إسرائيل
يمثل النظام الدفاعي الأول خط الدفاع الأساسي، ويشمل:
نقاط استيطانية دائمة لتعزيز السيطرة على المناطق الحدودية.
حواجز أمنية مثل الأسوار والجدران المزودة بأجهزة استشعار متقدمة.
طرق عسكرية وخطوط إمداد لتمكين القوات من التحرك السريع عند الضرورة.
نظام دفاع جوي ومدفعي لحماية المستوطنات من القصف والهجمات الجوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النظام الدفاعي مصمم لعزل التجمعات الاستيطانية عن القرى والمراكز السكانية المعادية، سواء في جنوب لبنان أو داخل قطاع غزة، لمنع أي اختراقات مفاجئة على غرار ما حدث في 7 أكتوبر.

المستوى الثاني: مناطق أمنية خارج الحدود
أما المستوى الدفاعي الثاني، فهو يتمثل في إنشاء مناطق أمنية داخل أراضي “العدو”، على غرار “المنطقة الأمنية” التي احتفظ بها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان بين عامي 1984 و2000. ويهدف هذا النظام إلى:
إقامة مناطق عازلة داخل قطاع غزة، لمنع الفصائل الفلسطينية المسلحة من الاقتراب من الحدود.
إبقاء الجيش الإسرائيلي في مواقع متقدمة داخل لبنان، للحد من أي تهديدات صاروخية أو عمليات تسلل.
فرض سيطرة إسرائيلية على المنطقة العازلة في الجولان، خاصة بعد انهيار نظام بشار الأسد.
ووفقاً لـ”يديعوت”، فإن إسرائيل لن تنسحب من هذه المناطق العازلة إلا في حال تأكدت من زوال الخطر، كما هو الحال مع النقاط المتقدمة التي أقامتها في جنوب لبنان.

المستوى الثالث: الإخلاء والسيطرة على المناطق المهددة
يشمل المستوى الدفاعي الثالث إخلاء المناطق التي تمثل تهديداً، وهو ما تسعى إسرائيل إلى تطبيقه من خلال:
إجلاء المستوطنين من المناطق القريبة من الحدود، كما حدث في الشمال بعد تصاعد التهديدات من حزب الله.
السيطرة على نقاط استراتيجية داخل سوريا ولبنان، لتوفير غطاء دفاعي إضافي.
تعزيز القدرات الاستخباراتية لمراقبة تحركات الفصائل المسلحة و”محور المقاومة”.

هل تنجح إسرائيل في تطبيق استراتيجيتها الجديدة؟
رغم أن هذه الاستراتيجية تبدو متماسكة نظرياً، إلا أن نجاحها على الأرض يظل رهناً بالظروف السياسية والميدانية. فالوجود العسكري الإسرائيلي في “المناطق العازلة” قد يؤدي إلى احتكاكات عسكرية مستمرة، خاصة مع حزب الله في لبنان، والفصائل الفلسطينية في غزة، والقوات المدعومة من إيران في سوريا.

كما أن تنفيذ هذه الخطة يعتمد بشكل كبير على المفاوضات الجارية، سواء فيما يتعلق بـصفقة تبادل الرهائن مع حماس، أو بخصوص الترتيبات الأمنية مع لبنان وسوريا.

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل باتت تدرك أن “الدفاع التقليدي” لم يعد كافياً، لذا تسعى إلى إقامة منظومة متكاملة من التحصينات والمناطق الأمنية، لضمان عدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى