إسرائيل تواجه معضلة إيران وحماس: هل يكون قطع العلاقات هو الحل؟

يرى الكاتب والباحث الإسرائيلي يوسي منشروف، الزميل في معهد مشغاف لبحوث الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، أن على إسرائيل والولايات المتحدة اتخاذ خطوات حاسمة لقطع العلاقة بين إيران وحركة حماس في قطاع غزة، معتبرًا أن أي تقاعس في هذا الاتجاه سيؤدي إلى إعادة بناء الحركة من جديد، مما قد يهدد بإعادة سيناريو هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
إعادة تأهيل حماس.. خطر محدق
في مقاله المنشور بصحيفة “جيروزاليم بوست”، يشير منشروف إلى تصريحات المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، خلال لقائه وفدًا من حماس في طهران، حيث أكد فيها ضرورة إعادة إعمار غزة. ويرى الكاتب أن هذه التصريحات لا تترك مجالًا للشك في طموح إيران إلى استعادة البنية التحتية لحماس، والتي تعرضت لضربات قوية خلال الحرب.
ويلفت منشروف إلى أن إيران لا تهتم بإعادة إعمار القطاع لصالح المدنيين، بل تسعى إلى إعادة تأهيل الشبكات العسكرية لحماس، لا سيما الأنفاق والبنية التحتية التسليحية، في الوقت الذي لا يزال فيه سكان غزة بحاجة ماسة إلى المأوى والحماية من تداعيات الحرب.
دور فيلق القدس في دعم حماس
يشير الكاتب إلى أن فيلق القدس الإيراني، وخاصة الوحدة 190 المسؤولة عن تهريب الأسلحة، تلعب دورًا حيويًا في تمكين حماس من استعادة قدراتها العسكرية.
ويضيف أن هذه الوحدة تعتمد على بنى تحتية مدنية، ومنظمات إنسانية، وجمعيات دينية لتمرير شحنات الأسلحة، وهو ما يفسر الترسانة الواسعة التي امتلكتها حماس قبل هجوم السابع من أكتوبر.
كما يوضح أن إيران فقدت خلال الحرب عددًا من كبار ضباطها في فيلق القدس، وهو ما لم تشهده منذ الثورة الإيرانية، مما يجعلها أكثر إصرارًا على استعادة نفوذها من خلال دعم حماس وبقية محور المقاومة.
إيران ومحور المقاومة: علاقة لا يمكن فصلها
على الرغم من نفي خامنئي وجود علاقة مباشرة بين أمن إيران ومحور المقاومة، إلا أن الكاتب يرى أن طهران تعتمد بشكل وثيق على دعم وكلائها في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني.
ويوضح أن إسرائيل، خلال فترة وقف إطلاق النار في لبنان، ركزت عملياتها على إحباط جهود إيران وحزب الله لإعادة تفعيل مسارات التهريب وإمداد حماس بالسلاح، إلا أن إيران قامت خلال الأشهر الأخيرة بإنشاء طريق تهريب جوي جديد من طهران إلى مطار بيروت، ما استدعى تحركات إسرائيلية وأمريكية مضادة.
استراتيجية شاملة: حرب لا هوادة فيها ضد حماس؟
يرى منشروف أن منع فيلق القدس من إعادة بناء حماس يجب أن يكون هدفًا استراتيجيًا لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن فشل تحقيق هذا الهدف يعني ضياع جميع المكاسب العسكرية التي حققتها إسرائيل في الحرب، وبالتالي تهيئة الظروف أمام حماس لتنفيذ هجوم مماثل لما حدث في أكتوبر 2023.
ويؤكد الكاتب أن الحل الوحيد يكمن في الترويج لخطة استراتيجية شاملة لشن حرب لا هوادة فيها على حماس، يكون أحد عناصرها الأساسية قطع الدعم الإيراني بشكل نهائي، حيث تمثل طهران المصدر الأساسي للتمويل والتسليح، مما يجعلها المحرك الرئيسي لقدرة حماس على الصمود وإعادة التسلح.
هل تنجح إسرائيل والولايات المتحدة في تفكيك العلاقة بين إيران وحماس؟
مع استمرار التوترات في المنطقة، تبقى التساؤلات قائمة حول قدرة إسرائيل والولايات المتحدة على تنفيذ استراتيجية فعالة لعزل حماس عن الدعم الإيراني، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والدبلوماسية المحيطة بالملف.
فهل ستنجح إسرائيل في القضاء على شريان الحياة الذي يربط إيران بحماس؟ أم أن طهران ستجد طرقًا جديدة لمواصلة دعمها للحركة، رغم الضغوط الدولية والإسرائيلية؟