Podcast Icon
سياسة

إيران بين التهديدات الأمريكية والتحالفات الشرقية: لعبة التوازن الصعب

كشف موقع “زمن يسرائيل” الإسرائيلي عن تصاعد الجدل داخل إيران بشأن مدى جدية الولايات المتحدة في تهديداتها العسكرية، في ظل استمرار العقوبات وتراجع الاقتصاد الإيراني. يتباين الموقف بين التيار المحافظ، المتمسك بالتحالف مع الصين وروسيا، والمعسكر الإصلاحي الذي يرى ضرورة التوجه نحو واشنطن.

رسائل أمريكية ورفض إيراني

رغم النفي الرسمي الإيراني، أكد الموقع أن طهران تلقت رسالة من الرئيس الأمريكي تطالب بوقف البرنامج النووي. وبينما أعلنت إيران استعدادها للتفاوض فقط لإثبات سلمية برنامجها النووي، يصر النظام على عدم التراجع عن قدراته الحالية، ما يتعارض مع مطالب واشنطن وتل أبيب.

السفير الإيراني السابق لدى الرياض، محمد حسيني، توقع هجومًا أمريكيًا إسرائيليًا وشيكًا، بينما اعتبر مسؤولون إيرانيون آخرون أن هذه التهديدات مجرد استعراض سياسي.

الخطة البديلة: أوروبا محور الالتفاف

أشار الموقع إلى أن إيران تسعى لتكثيف اتصالاتها مع الدول الأوروبية كبديل عن المحادثات مع الولايات المتحدة، رغم الشكوك حول قبول واشنطن بأي اتفاق أوروبي-إيراني قد يخفف العقوبات.

صراع داخلي: إصلاحيون ضد محافظين

أبرز التقرير تحليلًا للدكتور راز زيميت، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أكد فيه أن الأزمة تعمّق الخلافات داخل إيران. يحذر الإصلاحيون من أن تقارب روسيا والولايات المتحدة قد يدفع بوتين للتخلي عن إيران في سبيل مكاسب في أوكرانيا، ما يعزز ضرورة الحوار مع واشنطن. في المقابل، يتمسك المحافظون برهانهم على الصين وروسيا.

استعراض عسكري ورسائل دولية

تزامنًا مع هذا الجدل السياسي، نظمت إيران مناورات بحرية واسعة بمشاركة روسيا والصين في مضيق هرمز، في استعراض للقوة يهدف إلى تعزيز التحالفات وإرسال رسائل للغرب.

من جهة أخرى، أعلن عن محادثات ثلاثية مرتقبة بين روسيا والصين وإيران في موسكو، ما يُعد إشارة لدول الاتفاق النووي لعام 2015 بأن محور الشرق لا يزال يشكل ثقلاً موازنًا أمام القوى الغربية.

اختبار مجلس الأمن: شفافية إيران على المحك

أوضح التقرير أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعًا مغلقًا بدعوة من واشنطن وعدة دول لمناقشة المخاوف من إخفاء إيران لقدراتها النووية. ويرى الموقع أن هذا الاجتماع سيختبر صلابة التحالفات الدولية ويكشف مدى قدرة طهران على المناورة.

إيران في سباق مع الزمن

اختتم “زمن يسرائيل” تقريره بالتأكيد على أن طهران تراهن على الغموض الاستراتيجي، سواء بهدف الوصول إلى اتفاق جديد أو الاستعداد لمواجهة محتملة. في الحالتين، يرى التقرير أن بقاء جزء من القدرات النووية في الظل يمنح إيران ورقة قوة يصعب انتزاعها.

هل ستنجح إيران في الحفاظ على توازنها بين الشرق والغرب، أم أن الضغوط الدولية ستجبرها على تقديم تنازلات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى