Podcast Icon
سياسة

هدنة غزة على المحك: بين ضغوط الحرب وفرص السلام الهش

مع اقتراب انتهاء الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحماس، تزداد التكهنات حول ما إذا كان الجانبان سيتوصلان إلى اتفاق جديد يُمدد وقف إطلاق النار، أم أن المنطقة ستشهد عودة القتال. فبين الضغوط السياسية داخل إسرائيل، والمفاوضات المعقدة، والوساطة الأمريكية، لا يزال مستقبل الهدنة مجهولًا.

نتنياهو بين الضغوط الداخلية والخارجية
وفقًا لتقرير نشرته شبكة “سي إن إن”، فقد تغير الكثير منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة، حيث استفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التطورات السياسية، لا سيما مع عودة دونالد ترامب إلى المشهد الأمريكي، مما منحه دفعة سياسية داخلية. إلا أنه في الوقت ذاته، يواجه ضغوطًا متزايدة من اليمين المتطرف في حكومته لاستئناف القتال ضد حماس.

وأكد نتنياهو خلال اجتماع مع ضباط عسكريين أن إسرائيل “مستعدة للعودة إلى القتال المكثف في أي لحظة”، مشددًا على أن الخطط العملياتية جاهزة، في إشارة واضحة إلى أن وقف إطلاق النار الحالي قد لا يكون أكثر من استراحة عابرة.

تغييرات في فريق المفاوضات: تعزيز التوجه نحو التصعيد؟
تشير التقارير إلى أن نتنياهو استبدل المسؤولين الأمنيين الذين قادوا مفاوضات الهدنة بشخصيات سياسية موالية له، وأبرزهم رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية وأحد أقرب حلفائه. وبحسب تسريبات إعلامية إسرائيلية، فقد انتقد “مسؤول كبير” الفريق التفاوضي السابق، معتبرًا أنه قدم الكثير من التنازلات لحماس، وهو ما سمح بالتوصل إلى الهدنة الحالية.

المرحلة الثانية من الاتفاق: شروط صعبة وفرص ضئيلة
كانت المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار تهدف إلى التوصل إلى حل دائم للصراع، يشمل:
إنهاء الأعمال العدائية بشكل كامل بين إسرائيل وحماس.
إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في غزة.
إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل.
انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة، بما في ذلك من المناطق الحدودية مع مصر.

لكن حتى الآن، لم يتم تنفيذ هذه الشروط بالكامل، ويبدو أن نتنياهو يسعى فقط إلى تمديد المرحلة الأولى دون الالتزام بإجراءات نهائية. وأشار مصدر إسرائيلي مطلع إلى أن الحكومة تحاول تمديد المرحلة الأولى “بقدر الإمكان” لضمان إطلاق سراح المزيد من الرهائن دون تقديم التزامات بإنهاء الحرب.

موقف حماس: هل ستستمر في تقديم التنازلات؟
السؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كانت حماس ستواصل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دون مقابل ملموس. فبالنظر إلى أن الرهائن يُعتبرون ورقة التفاوض الأقوى لدى الحركة، فإنها قد ترفض إطلاق المزيد منهم ما لم تحصل على ضمانات واضحة من إسرائيل بشأن وقف الحرب.

جهود الوساطة الأمريكية: بصيص أمل أم فشل دبلوماسي؟
يصل ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، إلى المنطقة هذا الأسبوع لمحاولة إنقاذ الهدنة. ومع ذلك، لا يبدو متفائلًا بشأن فرص التوصل إلى اتفاق نهائي. وخلال حديثه في مؤتمر استثماري في ميامي الأسبوع الماضي، أقر بأن المرحلة الثانية من الاتفاق “أكثر صعوبة”، لكنه أضاف: “إذا عملنا بجد، فهناك فرصة حقيقية للنجاح.”

سيناريوهات المستقبل: تصعيد أم تسوية؟
يبدو مستقبل وقف إطلاق النار رهينًا بحسابات معقدة، تتلخص في معادلة بسيطة:
هل ترى حماس فائدة في استمرار السلام المؤقت؟
هل ستضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لتقديم تنازلات أكبر؟
إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط، فقد نشهد عودة سريعة للقتال، مما يجعل هذه الهدنة مجرد فاصل زمني قصير في حرب طويلة الأمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى