مجتبى خامنئي في دائرة الضوء.. جدل حول خلافة المرشد وتصاعد التكهنات

وسط جدل دولي وإقليمي متزايد حول مستقبل القيادة في إيران، نفت صحيفة مقربة من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي صحة التقارير التي تتحدث عن توريث منصب المرشد الأعلى لأحد أبنائه، مشددة على أن اختيار المرشد الجديد يتم من قبل مجلس خبراء القيادة، وفقا للدستور الإيراني.
نفي رسمي وتحليل للمشهد
صحيفة طهران تايمز، الناطقة بالإنجليزية، رفضت تقرير واشنطن بوست، الذي استند إلى مزاعم معارضة، حول تدهور صحة خامنئي واختيار نجله مجتبى خامنئي خليفة له. وأكدت الصحيفة أن هذه الادعاءات “لا أساس لها”، مشيرة إلى أن الدستور الإيراني يمنح مجلس خبراء القيادة صلاحية اختيار المرشد من بين الشخصيات المؤهلة.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات سابقة لعضو المجلس محمود محمدي عراقي، الذي أكد رفض خامنئي فكرة توريث المنصب لأبنائه.
مجتبى خامنئي.. شخصية جدلية
يُعد مجتبى خامنئي أحد أبرز الشخصيات التي أثيرت حولها التكهنات. ففي سبتمبر الماضي، أعلن بشكل مفاجئ توقفه عن تدريس “فقه الخارج”، وهي خطوة اعتبرها البعض مؤشرًا على إمكانية توريثه المنصب. لكنه نفى أي صلة لقراره بالقضايا السياسية.
على الجانب الآخر، أطلق الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي تحذيرات من “مؤامرة توريث”، بينما اعتبر الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي أن دور مجتبى في قمع احتجاجات 2009 يجعله شخصية مرفوضة شعبيًا.
إيران بين الضغوط الداخلية والخارجية
تزامنت هذه التكهنات مع تقارير حول الوضع الحرج الذي تواجهه إيران، سواء اقتصاديًا نتيجة العقوبات الدولية، أو سياسيًا بسبب الاحتجاجات الشعبية المتكررة. كما ذكرت واشنطن بوست أن تدهور مكانة إيران الإقليمية والدولية يزيد من تعقيد المشهد.
ورأت الصحيفة أن طهران تواجه خيارًا مصيريًا بين التفاوض والتصعيد. إذ يتطلب المسار الأول تقديم تنازلات صعبة تشمل وقف تطوير الأسلحة النووية، إنهاء العدوان الإقليمي، وتحسين الوضع الاقتصادي. بينما يحذر المحللون من أن التصعيد سيؤدي إلى كارثة داخلية وخارجية.
خلاصة المشهد
بين النفي الرسمي والتحذيرات الإصلاحية، وبين الضغوط الداخلية والخارجية، يبقى مستقبل القيادة في إيران مثار جدل واسع. فهل يتمكن النظام الإيراني من تجاوز هذه التحديات والحفاظ على استقراره، أم أن الأيام القادمة تحمل معها تغييرات جذرية في هرم السلطة؟