Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

لبنان وإسرائيل.. بين التصعيد والتهدئة

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، يشهد لبنان مرحلة حساسة بين احتمالات التصعيد العسكري ومساعي التهدئة، وسط تساؤلات عن مدى اقتراب المواجهة الشاملة.

لم تهدأ الغارات الإسرائيلية على مواقع حزب الله في جنوب لبنان، إذ تكثف تل أبيب عملياتها العسكرية، مستهدفة عناصر ومرافق تابعة للحزب.

ووفق بيان للجيش الإسرائيلي، فقد استهدف سلاح الجو الإسرائيلي “عنصرًا من حزب الله كان يشارك في ترميم البنية التحتية العسكرية للحزب”، في إشارة إلى سعي الحزب لإعادة بناء قدراته بعد الضربات الأخيرة.

وتشكل هذه الاستهدافات الأعنف منذ اتفاق وقف إطلاق النار، ما يعكس تصعيدًا إسرائيليًا ملحوظًا، لا سيما في ظل تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش، الذي توعد بأن “البنية التحتية اللبنانية ستدفع ثمناً باهظًا إذا استمر حزب الله في تحركاته”.

حزب الله بين الترقب وإعادة التموضع

من جانبه، يعتمد حزب الله استراتيجية مزدوجة في التعامل مع الوضع الراهن، وفق ما أوضحه الباحث في العلاقات الدولية علي شكر خلال حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”.

فمن ناحية، يراقب الحزب تطور القدرات العسكرية الإسرائيلية، التي تتيح لتل أبيب تنفيذ ضربات دقيقة تستهدف قياداته، ومن ناحية أخرى، يراهن على المسار السياسي، حيث يمنح الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي فرصة للرد على الاعتداءات الإسرائيلية ضمن إطار الاتفاقات السابقة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 1701.

وأشار شكر إلى وجود “تفاهم غير معلن” يقضي بأن تتولى السلطة السياسية اللبنانية الردع الدبلوماسي، مقابل التزام الحزب بالتهدئة.

إلا أنه حذّر من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى انهيار هذا التوازن، ما قد يدفع حزب الله إلى رد عسكري أكثر قوة.

فاتورة باهظة لأي تصعيد جديد

لا تقتصر تداعيات التصعيد على الجانب العسكري فحسب، بل تمتد إلى الاقتصاد اللبناني الهشّ.

فبعد حرب 2006، بلغت خسائر لبنان نحو 7.6 مليار دولار، غطّت معظم تكاليفها دول عربية.

واليوم، يقدّر البنك الدولي أن أي مواجهة جديدة قد تكبّد لبنان أكثر من 11 مليار دولار، ما يثير تساؤلات حول مدى استعداد المجتمع الدولي لتقديم الدعم المالي في حال اندلاع حرب شاملة.

وفي ظل استمرار الضربات الإسرائيلية، وسعي حزب الله لإعادة ترتيب أوراقه، يبقى السؤال المطروح: هل يتجه لبنان نحو مواجهة شاملة، أم أن الضغوط الإقليمية والدولية ستنجح في احتواء الأزمة ضمن حدود التصعيد المحسوب؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن الإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى