Podcast Icon
سياسة

ازدواجية المبعوثين: هل تُفسد دبلوماسية ترامب مفاوضات غزة؟

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفضل الدبلوماسية عبر مبعوثين خاصين، لكن حين ينقل كل مبعوث رسالة مختلفة، يتحول الأمر إلى فوضى دبلوماسية تهدد بإفساد أي تقدم. هذا ما كشفته صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقريرها حول التباين بين المبعوثين الأمريكيين آدم بوهلر وستيف ويتكوف، والنتائج المتضاربة التي أفرزتها هذه الاستراتيجية في مفاوضات غزة.

بوهلر يفتح قنوات سرية مع حماس
بحسب الصحيفة، أجرى آدم بوهلر، المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، محادثات مباشرة مع حماس من وراء ظهر إسرائيل ودون التنسيق مع ستيف ويتكوف، المبعوث الآخر المكلف رسميًا بقيادة المفاوضات. ظهر بوهلر على شاشات التلفزيون مدافعًا عن تحركاته، قائلًا: “يجب فهم حماس، والتعرف على الجانب البشري لديهم والبناء على ذلك.”

إلا أن الصحيفة تساءلت: “هل يعني هذا تبني خطاب حماس؟”، خصوصًا أن بوهلر استخدم مصطلحات مثيرة للجدل، مشيرًا إلى الإسرائيليين المحتجزين بلفظ “سجناء”، بينما وصف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بأنهم “رهائن”.

تحركات مشبوهة وتسهيلات مثيرة للجدل
ذكرت الصحيفة أن بوهلر استقل طائرة خاصة مملوكة لرجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري — وهو مواطن أمريكي عاد إلى الضفة الغربية في 1994 — لحضور بعض المحادثات.

وأدلى بوهلر بتصريحات صادمة، قال فيها إن: “إسرائيل تتبادل أعدادًا هائلة من الرهائن الفلسطينيين مقابل شخص واحد فقط. لن نقبل مثل هذه الصفقة في الولايات المتحدة.”

كما كشف أن حماس عرضت:
إطلاق جميع الأسرى — أي إخلاء السجون الإسرائيلية بالكامل.
هدنة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات، تطرح خلالها حماس إلقاء أسلحتها.
لكن الصحيفة أوضحت أن هذا العرض مشبوه، مستشهدة بموقف قطر التي نفت أن تكون حماس وافقت على نزع سلاحها.

وعندما سُئل بوهلر عن احتمال عقد لقاء جديد مع حماس، أجاب بتهكم: “لا أحد يعلم. أحيانًا تكون في المنطقة وتمر بهم.”

ويتكوف يتدارك الموقف
في المقابل، يحاول المبعوث الآخر ستيف ويتكوف — الذي قاد مفاوضات قطر — السيطرة على الأمور بعد تصريحات بوهلر، ووصف المحادثات المباشرة بأنها:
“مجرد نقاش لم يُثمر.”

يتكوف يسعى حاليًا لتثبيت إطار عمل لوقف إطلاق النار. ومن بين الأفكار المطروحة:
إطلاق سراح “الإرهابيين” لبرامج مكافحة التطرف بدلًا من إطلاق سراحهم للشارع، ما قد يُساعد إسرائيل على الموافقة على إطلاق المزيد من المعتقلين مقابل اتفاق شامل.
رسائل متناقضة تهدد فرص التهدئة
ألقى ترامب بثقله علنًا في المفاوضات، مطالبًا حماس بإطلاق جميع الرهائن فورًا، مهددًا: “وإلا انتهى الأمر بالنسبة لكم.”

لكن الصحيفة ترى أن تحركات بوهلر أعطت حماس مسارًا تفاوضيًا جديدًا، ما جعل التهديد بلا قيمة، بل قد يدفع الحركة للمماطلة أكثر.

في النهاية، خلصت الصحيفة إلى أن: “إذا أراد ترامب منح ويتكوف فرصة حقيقية، فعليه وقف تقويض مبعوثه بإرسال آخرين يحملون رسائل متناقضة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى