Podcast Icon
سياسة

الأمم المتحدة وسوريا: مواجهة التحديات بين تطلعات التعددية والواقع السياسي

في تقرير نشرته صحيفة “الجارديان”، أشارت إلى أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا سيحث مجلس الأمن على دعم الانتقال إلى دولة ديمقراطية تعددية، ولكن يواجه مقاومة شديدة من داخل سوريا. الحكومة المؤقتة تخشى أن رفع العقوبات قد يُقترن بمطالب مفرطة من الغرب، مع ترسخ الشكوك العميقة بشأن دور الأمم المتحدة بسبب ما يُعتبر فشلًا في التعامل مع الوضع خلال 14 عامًا من الحرب الأهلية.

في تصريحات لأحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، أكد أن “هيئة تحرير الشام” قد تحولت من جماعة جهادية سلفية إلى قوة تكنوقراطية مستعدة لاستيعاب جميع السوريين. ومع ذلك، فإن الدول الغربية والأمم المتحدة تتردد في تقديم دعم أكبر دون ضمانات أكثر وضوحًا بشأن طبيعة الحكومة الانتقالية التي من المقرر أن تتولى السلطة في مارس المقبل.

وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أكدت أثناء زيارتها لدمشق أن برلين لا تستطيع تمويل سوريا تحت الهياكل الإسلامية، مشيرة إلى أن حقوق النساء هي المعيار الذي سيتم من خلاله تقييم “هيئة تحرير الشام”.

أوضحت الصحيفة أيضًا أن سوريا قد لا تجد خيارًا سوى قبول المزيج الأوروبي من “العصا والجزرة”، خاصة مع توقعات بأن يعقد قادة أوروبا والولايات المتحدة اجتماعًا في روما لمناقشة إعفاءات من العقوبات. في هذا السياق، عبّرت رهف الدغلي، المتخصصة في الشأن السوري، عن قلقها بشأن التوترات الناجمة عن غياب ثقة السوريين في الأمم المتحدة بعد فشلها في تقديم الدعم المطلوب في أعقاب الأزمات المتتالية.

من جانبه، وجه الشرع انتقادات لاذعة للأمم المتحدة على فشلها في حل القضايا الأساسية مثل الإفراج عن السجناء واللاجئين، مؤكدًا أن الشعب السوري هو الذي أنقذ نفسه في نهاية المطاف. في هذا السياق، اقترح الشعار جدولًا زمنيًا مختلفًا للانتقال إلى مرحلة ديمقراطية في سوريا، حيث رأى أن الانتخابات المبكرة ستكون غير ممكنة دون بنية تحتية مناسبة.

فيما أبدت بعض الشخصيات السياسية مثل هادي البحرة، رئيس الائتلاف السوري المعترف به من قبل الأمم المتحدة، اعتراضه على الطريقة التي تتم بها إدارة المفاوضات، فإن البعض الآخر يرى في جدول الشعار الزمني خطوة نحو تعزيز سلطته الشخصية، وهو ما قد يكون مقلقًا في ظل غياب وضوح حول شكل الحكومة القادمة.

إجمالًا، تواصل الأمم المتحدة مواجهة تحديات كبيرة في محاولاتها للتأثير على الانتقال السياسي في سوريا، في وقت يتسم بالشكوك والانقسامات الداخلية التي قد تحول دون التوصل إلى حل سياسي مستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى