Podcast Icon
سياسة

بغداد بين المطرقة الأمريكية والسندان الإيراني: خيارات صعبة أمام الحكومة العراقية

نشر موقع “سكاي نيوز عربية” تقريراً معمقاً يسلط الضوء على التحديات التي تواجه العراق في ظل التوترات الإقليمية والدولية، مع تزايد الضغوط الأمريكية لتقليص النفوذ الإيراني مقابل سعي طهران لترسيخ تأثيرها عبر قنوات سياسية وأمنية متعددة، أبرزها “الحشد الشعبي”.

النفوذ الإيراني: قوة تتراجع أم تتكيف؟
وفقاً لسكوت أولينغر، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، “إيران تواجه اليوم أحد أضعف مواقفها الاستراتيجية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، مع تراجع نفوذها في لبنان وسوريا وضغوط داخلية متصاعدة”. ومع ذلك، يشير أولينغر إلى أن إيران تعتمد بشكل أساسي على أدواتها في العراق للحفاظ على تأثيرها الإقليمي.

الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تبدو عالقة بين دعم الحشد الشعبي استجابةً لتطلعات طهران، وبين التكيف مع ضغوط واشنطن. تصريحات فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، بأن الحشد يمثل قوة أمنية أساسية لحماية البلاد، تعكس إصراراً على بقاء هذه المؤسسة، رغم الجدل الداخلي والخارجي حول دورها.

الحشد الشعبي: ملف أمني أم سياسي؟
يرى عماد أبشناس، رئيس تحرير صحيفة “إيران دبلوماتيك”، أن الحشد الشعبي “ليس مجرد أداة إيرانية بل جزء من النسيج العراقي”، موضحاً أن “أي محاولة لحله ستؤدي إلى اختلال في التوازن الداخلي”. في المقابل، يعتقد أولينغر أن “إدارة بايدن، وربما الإدارة الأمريكية المقبلة، ستواصل الضغط لتقليص نفوذ الحشد ضمن مساعيها لكبح التأثير الإيراني”.

تحديات داخلية وخارجية
التضخم الاقتصادي والاحتجاجات الشعبية المتزايدة في إيران أضعفت قدرة طهران على تمويل حلفائها، لكن أبشناس يشدد على أن النفوذ الإيراني لا يعتمد فقط على المال، بل يرتكز أيضاً على “روابط أيديولوجية عميقة لا يمكن تفكيكها بسهولة”.

مع اقتراب زيارة السوداني المرتقبة لإيران، تشير التحليلات إلى أن مستقبل العلاقة بين بغداد وطهران سيُحسم بناءً على كيفية إدارة ملف الحشد الشعبي.

العراق على مفترق طرق
العراق يواجه خيارات صعبة: إما الانصياع للضغوط الأمريكية لتقليص النفوذ الإيراني أو تعزيز العلاقات مع طهران، بما قد يعرضه لمزيد من العقوبات والمواقف الدولية الحادة. وفي خضم هذه التوازنات الحساسة، تظل بغداد مطالبة باتخاذ قرارات استراتيجية تحدد مسارها السياسي والأمني في السنوات المقبلة.

كيف ستتمكن الحكومة العراقية من تحقيق هذا التوازن؟ الإجابة ستحدد دور العراق في المشهد الإقليمي المضطرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى