Podcast Icon
سياسة

نتنياهو في واشنطن.. إسرائيل تضغط على حماس بأوراق المفاوضات

مع استمرار المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة، تبرز أدوات الضغط التي تمتلكها إسرائيل للتأثير على حركة حماس. فمع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تتجه الأنظار إلى الملفات التي ستُطرح على طاولة التفاوض، والتي تشمل “محور نتساريم”، “المساعدات الإنسانية”، و”معبر رفح”.

مفاوضات المرحلة الثانية
وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن لقاء نتنياهو بويتكوف يعد بمثابة الافتتاح الرسمي للمفاوضات. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من ويتكوف أن مشاهدته لفيلم السابع من أكتوبر في إسرائيل أثرت عليه بشدة، نظرًا لانخراطه العميق في قضية الرهائن.

كما أشارت الصحيفة إلى أن عائلات الرهائن حاولوا الانضمام إلى طائرة نتنياهو المتجهة إلى واشنطن، لكن طلبهم قوبل بالرفض، مما دفع العديد منهم للسفر عبر رحلات تجارية لمتابعة المفاوضات عن قرب.

أوراق الضغط الإسرائيلية
1- ممر نتساريم
بعد أن اتهمت إسرائيل حماس بمخالفة الاتفاق بشأن الإفراج عن الرهينة أربيل يهود، قررت تل أبيب إغلاق “ممر نتساريم”، الذي كان يفترض أن يُستخدم لعودة النازحين من جنوب غزة إلى الشمال. كما نقلت إسرائيل رسائل غاضبة إلى الوسطاء الدوليين، مؤكدةً أنها لن تتهاون في هذه المسألة.

2- المساعدات الإنسانية
أداة الضغط الثانية تتمثل في التحكم بعملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث لا تزال إسرائيل تتحكم في وتيرة دخولها. ووفقًا للمحلل الإسرائيلي رون بن يشاي، فإن الجيش الإسرائيلي لا يزال في موقف يسمح له بالمناورة، مما يمنح تل أبيب فرصة لاستخدام المساعدات كورقة ضغط حال حدوث انتهاكات جديدة.

3- معبر رفح
يعتبر معبر رفح أحد أبرز أدوات الضغط، حيث وافقت إسرائيل على فتحه لخروج الجرحى الفلسطينيين، ومعظمهم من عناصر حماس. ومع ذلك، فإن تل أبيب تهدد بإغلاقه مجددًا إذا لم تلتزم حماس بشروط الاتفاق. وأكدت الصحيفة أن فتح المعبر كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت حماس للموافقة على إطلاق سراح الأسرى خلال جولتين متتاليتين في غضون 48 ساعة.

4- الانسحاب الإسرائيلي وجدوله الزمني
وفق الاتفاق، يفترض أن تبدأ إسرائيل في الانسحاب من وسط غزة، بما في ذلك محور نتساريم، خلال الأسبوع الثالث من الاتفاق. ولكن إذا استمرت حماس في “انتهاك الاتفاق”، فقد تغير إسرائيل خططها وتؤجل الانسحاب.

5- ملف الأسرى الفلسطينيين
تشمل أوراق الضغط الإسرائيلية ملف الأسرى الفلسطينيين، حيث أفرجت إسرائيل عن 111 أسيرًا فلسطينيًا من سكان غزة كجزء من الصفقة، ومن المقرر إطلاق سراح المزيد في الجولات القادمة. ومع ذلك، يبقى هذا الملف خاضعًا للتطورات الميدانية وللضغوط التي قد تمارسها إسرائيل حال حدوث انتهاكات أخرى.

ختام المشهد.. خيارات مفتوحة وضغوط متبادلة
مع تواصل المفاوضات، تبقى كل الخيارات مفتوحة، سواء من جانب إسرائيل التي تسعى للضغط على حماس من خلال أوراقها المختلفة، أو من جانب حماس التي تحاول تحقيق مكاسب سياسية في أي اتفاق مستقبلي. ويبقى السؤال الأهم، هل ستنجح الضغوط الإسرائيلية في فرض شروطها، أم أن التوازنات الإقليمية والدولية ستفرض مسارًا آخر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى