Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

ضرب البرنامج النووي الإيراني.. بين الحسابات العسكرية والاستراتيجية (تقدير موقف)

مع تعثر أي اتفاق دبلوماسي محتمل، يصبح من الضروري لصناع القرار تقييم مدى نجاح أي ضربة عسكرية محتملة ضد إيران، وتحليل ردود الفعل المتوقعة، ومدى إمكانية الحفاظ على استراتيجية الردع والوقاية على المدى الطويل.

معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، نشر تقدير موقف حول خطط استهداف وضرب البرنامج النووي الإيراني، الذي يُعد أحد أكبر التحديات في السياسة الخارجية التي تواجه إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ورغم تفضيله للحلول الدبلوماسية، فإن العديد من المسؤولين الإسرائيليين يرون أن الوضع الحالي لإيران، الذي يتسم بالضعف الاقتصادي والتوترات الداخلية، يوفر فرصة نادرة لتوجيه ضربة عسكرية قد تدمر أو تعيق تقدم البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير.

ومع ذلك، فإن اللجوء إلى الخيار العسكري يطرح أسئلة جوهرية تتعلق بتحديد معايير النجاح، والعقبات التي تواجه أي حملة عسكرية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، واستدامة استراتيجية الردع، واحتمالات الرد الإيراني.

هل الضربة العسكرية خيار قابل للتحقيق؟

وفقًا لما يوضحه الخبير العسكري مايكل أيزنشتات في تقريره التحليلي، فإن أي هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية لن يكون ضربة واحدة حاسمة، بل سيفتح الباب أمام حملة طويلة الأمد تجمع بين الضربات العسكرية، والعمليات السرية، واستخدام عناصر أخرى من القوة الوطنية.

ويضيف أيزنشتات أن نجاح هذه الحملة قد يؤدي إلى واحد من سيناريوهين: إما فرض نظام أكثر استقرارًا في المنطقة، أو الدخول في مرحلة جديدة أكثر خطورة من الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

أسئلة استراتيجية حاسمة

عند تقييم خيار الضربة العسكرية، يجب أن يجيب صناع القرار على عدة أسئلة محورية، منها:

  • ما هو تعريف الضربة الناجحة؟ هل يتمثل النجاح في تدمير البنية التحتية النووية بالكامل، أم مجرد تأخير التقدم الإيراني؟
  • ما هي التحديات التشغيلية؟ كيف يمكن التغلب على الدفاعات الجوية الإيرانية، وتأمين عمليات الاستطلاع والاستخبارات، والتعامل مع احتمالات التصعيد الإقليمي؟
  • ما مدى استدامة استراتيجية المنع؟ هل يمكن لضربة عسكرية واحدة أن تحقق ردعًا طويل الأمد، أم أن إيران ستتمكن من إعادة بناء برنامجها النووي سريعًا؟
  • كيف يمكن أن يكون رد إيران؟ هل ستقتصر على الرد العسكري المباشر، أم ستلجأ إلى حرب غير متكافئة تشمل استهداف القوات الأميركية في المنطقة، أو شن هجمات إلكترونية، أو تحريك وكلائها في الشرق الأوسط؟

بين الفرصة والمخاطرة

تاريخيًا، أثبتت الضربات الاستباقية أنها قد تعيق البرامج النووية لكنها لا تنهيها تمامًا، كما حدث مع الضربة الإسرائيلية ضد المفاعل العراقي عام 1981، والهجوم على المنشأة النووية السورية عام 2007.

لكن في الحالة الإيرانية، الوضع أكثر تعقيدًا بسبب انتشار المنشآت النووية في مواقع محصنة تحت الأرض، والقدرات الإيرانية على الرد، والتأثيرات الجيوسياسية لأي هجوم.

وبالتالي، فإن الخيار العسكري ضد إيران ليس مجرد قرار تقني، بل يحمل تبعات استراتيجية قد تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، مما يجعل صناع القرار في واشنطن وتل أبيب أمام معضلة كبرى بين المخاطرة بحرب إقليمية وبين ترك إيران تواصل تقدمها النووي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى