مع تصاعد التوترات، إيران وروسيا تطلقان مناورات بحرية في مثلث الإكراه البحري عالي المخاطر
أطلقت إيران مناورات بحرية في المحيط الهندي، حيث استضافت روسيا وعمان وسط تصاعد التوترات في منطقة الخليج. وبدأت المناورات، التي أطلق عليها اسم “آيمكس 2024″، اليوم بحضور تسع دول أخرى، مما يشير إلى تجمع كبير للقوى الإقليمية والعالمية المهتمة بالممرات المائية الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
وفقًا للتلفزيون الرسمي الإيراني، تزعم المناورات أنها دليل على حسن النية والقدرات اللازمة لحماية السلام، ومع ذلك، فإن “آيمكس 2024” هي أكثر من مجرد مناورة عسكرية روتينية – إنها خطوة استراتيجية تجمع بين اثنين من أقوى خصوم الناتو.
وقالت قناة برس تي في الناطقة باللغة الإنجليزية: “إن التدريبات ستعزز الأمن الجماعي في المنطقة، وتوسع التعاون المتعدد الأطراف، وتظهر حسن النية والقدرات لحماية السلام والصداقة والأمن البحري”. وهذا الادعاء مثير للسخرية نظرا للسياق الحالي: إذ تتبادل إيران وإسرائيل الصواريخ، ويقوم المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران بتعطيل التجارة في البحر الأحمر، وروسيا تستهدف الموانئ والسفن في البحر الأسود.
وتؤكد هذه الأنشطة نوايا الدول للعب دور أكثر حزما في تأمين الممرات البحرية الرئيسية ذات الأهمية البالغة للتجارة العالمية.
ويعتمد هذا التمرين البحري على التدريبات البحرية الإيرانية السابقة. وفي مارس/آذار، أجرت إيران والصين وروسيا تدريباتها البحرية المشتركة الخامسة في خليج عمان. ويشير هذا التعاون إلى تعزيز العلاقات العسكرية التي تهدف إلى مواجهة التوترات الإقليمية والضغوط الخارجية، وخاصة من الولايات المتحدة. ويشكل التعاون العسكري المتنامي بين إيران وروسيا والصين خطوة استراتيجية لتعزيز قدراتها الدفاعية وتأكيد نفوذها الإقليمي. وفي الآونة الأخيرة، أجرى الجيش الإيراني والحرس الثوري الإسلامي بشكل مشترك أكبر مناورات بحرية حتى الآن في المياه الجنوبية للبلاد الشهر الماضي. وتضمن هذا التدريب أسطولًا مكونًا من 580 سفينة، بما في ذلك سفن حربية ومدمرات عابرة للمحيطات، تبحر في الخليج العربي ومضيق هرمز. كان العرض جزءًا من سلسلة من الأحداث التي استمرت أسبوعًا لإحياء ذكرى الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات.
ويكتسب توقيت “آيمكس 2024” أهمية خاصة لأنه يتزامن مع تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط. لقد اشتدت وانتشرت الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس في غزة، الأمر الذي أثار المخاوف من حدوث مواجهة إقليمية أوسع نطاقا. بالإضافة إلى ذلك، يواصل المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن مهاجمة السفن التجارية والسفن الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي في البحر الأحمر، مما يهدد أحد الممرات البحرية الأكثر حيوية في العالم. وردت الولايات المتحدة هذا الأسبوع بشن غارات بقاذفات الشبح من طراز B-2 على اليمن.
وكانت ردود الفعل الدولية على التدريبات حذرة. وفي حين تتمتع الدول بالحق السيادي في إجراء مناورات عسكرية، فإن التعاون بين إيران وروسيا يخضع لمراقبة وثيقة من قبل القوى العالمية التي تشعر بالقلق من أي تحولات في ميزان القوى.
تم النشر بواسطة gcaptain