
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وحدد فترة تنفيذ تمتد حتى 26 يناير/كانون الثاني 2025.
ورغم أن هذه الفترة شهدت استقرارًا نسبيًا، حيث لم تسجل عمليات تبادل إطلاق نار كبيرة وتم تفكيك العديد من قدرات حزب الله العسكرية، فإن التحديات لا تزال قائمة مع تمديد الاتفاق لما بعد الموعد المحدد.
فقد تم التوصل إلى وقف إطلاق النار برعاية دولية، حيث تولت الولايات المتحدة قيادة آلية المراقبة والتنفيذ بمشاركة إسرائيل ولبنان وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وتنص الاتفاقية على انسحاب تدريجي لإسرائيل وحزب الله من جنوب لبنان، مع انتشار الجيش اللبناني في المنطقة لدعم عمليات تفكيك الأسلحة التابعة لحزب الله، وهو ما بدأ بالفعل من خلال نشر 6,000 جندي لبناني وتنفيذ مهام كشف الأسلحة.
في الوقت ذاته، كان من الواضح أن القوات الإسرائيلية تواصل الرد على انتهاكات حزب الله، حيث دمرت العديد من المواقع العسكرية وأوقعت قتلى في صفوف مقاتليه.
وقد تم تمديد فترة تنفيذ الاتفاق بعد الموعد المحدد، حيث أعلنت الولايات المتحدة تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير/شباط 2025، ما يشير إلى بعض المرونة في تطبيق الاتفاق.
التحديات المستمرة في التنفيذ:
ومع تمديد الاتفاق، يبقى التحدي الأكبر هو تطبيقه الكامل. على الرغم من وجود جهود كبيرة من الجيش اللبناني واليونيفيل لضبط الوضع على الأرض، لا يزال هناك قلق من أن بعض الجماعات المسلحة، بما في ذلك حزب الله، قد تواصل أنشطتها في تحدٍ للاتفاق.
وفي 26 يناير/كانون الثاني، دعا حزب الله إلى عودة القرويين إلى ديارهم في جنوب لبنان، مما أدى إلى رد عنيف من الجيش الإسرائيلي.
ويواصل حزب الله محاولاته لتحدي الوضع الجديد، حتى وإن تجنب المواجهة المباشرة.
التوترات السياسية والإعلامية:
تعتبر السياسة جزءًا لا يتجزأ من تنفيذ الاتفاق، حيث تسعى الحكومة اللبنانية لضمان سيادتها على الأراضي اللبنانية.
في الوقت نفسه، يواجه لبنان ضغوطًا داخليًا من حزب الله، الذي يتهم الحكومة بعدم الدفاع عن السيادة اللبنانية بما يكفي.
وبرزت تصريحات لقيادات حزب الله التي تتنكر في بعض الأحيان لبنود الاتفاق، مثل مطالبتها بنزع سلاح الجماعات المسلحة في جنوب لبنان.
التحديات المستقبلية:
فيما يبدو أن وقف إطلاق النار قد صمد حتى الآن بفضل التنسيق بين القوى الدولية والجهود المحلية، يبقى الحفاظ عليه أمرًا بالغ الصعوبة.
يتعين على إسرائيل أن تواصل التنسيق مع الولايات المتحدة، مع إصرار على ضمان أمنها في مواجهة تهديدات حزب الله. في الوقت نفسه، ينبغي على لبنان أن يلتزم بتنفيذ بنود الاتفاق عبر نشر الجيش اللبناني وتحقيق نزع سلاح جماعات مسلحة خارج إطار الدولة.
كما تترقب الأطراف المعنية التطورات السياسية القادمة في لبنان، خاصة مع تشكيل حكومة جديدة.
ومن المتوقع أن يستمر حزب الله في محاولاته للضغط على الحكومة اللبنانية من خلال تعزيز مشاعر التضامن الشعبي في الجنوب، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد في المنطقة في حال لم يتم احتواء الوضع.