نتانياهو مخاطبا اللبنانيين: “حرروا بلدكم من حزب الله” وإلا “ستواجهون دمارا شبيها بما حصل في غزة”
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القضاء على “خليفة نصر الله” دون أن يسميه، محذرا اللبنانيين في خطاب عبر الفيديو مساء الثلاثاء “من أن يشهد لبنان دماراً مشابها لما حصل في غزة”، في حين تواصل القوات الإسرائيلية توسيع حملتها العسكرية في لبنان جوا وبرا وبحرا. وكان نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله قد أكد صباح الثلاثاء أن قيادة الحزب “منتظمة بدقة” رغم الضربات الإسرائيلية “الموجعة”، ومستمرة في أداء “المهمة المقدسة” حتى انجازها.
خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء اللبانيين عبر كلمة مسجلة لتحذريهم من خطر مواجهة الدمار نفسه الذي أُلحق بالفلسطينين في قطاع غزة في حال لم “يحرّروا” بلدهم من حزب الله، في حين توسّع إسرائيل نطاق حملتها البرية في جنوب لبنان.
يأتي ذلك غداة توعد نتانياهو “بمواصلة القتال” حتى الانتصار على حزب الله وحماس المدعومين من إيران، في الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أشعل شرارة حرب في غزة امتدت إلى لبنان، وتثير مخاوف من نزاع إقليمي واسع النطاق.
وجاء في خطاب بالانكليزية وجهه نتانياهو إلى الشعب اللبناني “أقول لكم، يا شعب لبنان، حرروا بلدكم من حزب الله لكي تتوقف هذه الحرب”، وأضاف “لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يقع في هاوية حرب طويلة الأمد ستؤدي إلى دمار ومعاناة أشبه بما نشهده في غزة” حيث دخلت الحرب عامها الثاني بعد أن أوقعت عشرات آلاف القتلى وخلفت دمارا لا يوصف.
وقال نتانياهو إن القوات الإسرائيلية “قضت على آلاف الإرهابيين بمن فيهم (حسن) نصرالله وخليفة نصرالله وخليفة خليفته”، من دون ذكر أي أسماء
منظمة منهكة ومدمّرة
قبيل ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن حزب الله أصبح الآن “منظمة منهكة ومدمّرة” بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفته.
ورغم الضربات التي لحقت بحماس وحزب الله، يواصل التنظيمان إطلاق الصواريخ على إسرائيل التي تكثّف في المقابل ضرباتها في لبنان والقطاع الفلسطيني، ولا سيما في الشمال والوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إنه شن غارات تستهدف حزب الله في مناطق بجنوب غرب لبنان. وأضاف في بيان “يوم أمس (الأثنين) بدأت الفرقة 146 عمليات محدودة ومركّزة ضد أهداف وبنى تحتية تابعة لحزب الله في جنوب غرب لبنان”.
هذه الفرقة هي الرابعة التي تنشرها إسرائيل منذ إطلاق هجومها البري في 30 أيلول/سبتمبر على جنوب لبنان الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي في عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما.
وفي مدينة صيدا الساحلية البعيدة 40 كيلومترا إلى جنوب بيروت، لم تخرج المراكب فجر الثلاثاء إلى البحر لجلب السمك الذي يشكل مصدر رزق مئات العائلات، بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي السكان بالابتعاد عن المنطقة البحرية “حتى إشعار آخر”.
قال محمد بيضاوي، عضو نقابة صيادي الأسماك في صيدا، إن “نحو 400 عائلة في المنطقة تعتاش من صيد السمك وأضاف “سيسوء الوضع إذا توقفنا عن العمل، من سيساعد البحارة؟ ومن سيقدم لهم الطعام والحليب للأطفال؟ لا أحد يهتم لحالنا”.
وواصلت إسرائيل شن غارات على جنوب وشرق لبنان، وكذلك على الضواحي الجنوبية لبيروت، معاقل حزب الله الثلاثة. وأعلن حزب الله الثلاثاء أن مقاتليه تصدوا لقوة اسرائيلية “تسللت” خلف موقع لليونيفيل داخل بلدة حدودية في جنوب لبنان.
مهمة مقدسة
من جهته، أكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قدرة الحزب على القتال على رغم الضربات المكثفة التي تشنّها إسرائيل منذ أسبوعين، واغتيال عدد كبير من قياداته أبرزهم أمينه العام حسن نصرالله في 27 أيلول/سبتمبر.
وقال في كلمة متلفزة “أنا أحب أن أطمئنكم أن إمكاناتنا بخير”، مشيرا إلى أن قيادة الحزب “منتظمة بدقة” رغم الضربات الإسرائيلية “الموجعة”.
وأوضح “أكرر ما قلته في المرة السابقة، القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة … تخطينا الضربات الموجعة”، مضيفا أن الحزب سينجز “انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية وسنعلن عن ذلك عند الإنجاز” رغم “الظروف الصعبة”.
بعد إضعاف حركة حماس، نقلت إسرائيل ثقل عملياتها إلى الجبهة الشمالية، وكثّفت غاراتها على لبنان اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر مستهدفة حزب الله. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية “محدودة” ضد الحزب في جنوب لبنان.
وتسعى الدولة العبرية لإبعاد مقاتلي حزب الله عن المناطق الحدودية ووقف إطلاق الصواريخ نحو شمالها للسماح لنحو 60 ألف إسرائيلي فروا من صواريخ الحزب من العودة إلى منازلهم.
وتحولت دوامة العنف عبر الحدود التي بدأت قبل عام بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب مفتوحة في 23 أيلول/سبتمبر. وبدأ الجيش الإسرائيلي قصف معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية.
منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم أكثر من 1110 منذ 23 أيلول/سبتمبر، حسب أرقام رسمية. وقد نزح أكثر من مليون شخص، بحسب السلطات.
إلى ذلك، قال وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية الثلاثاء إن السلطات تلقت خلال اتصالاتها الدولية “تطمينات” لناحية عدم استهداف إسرائيل لمطار بيروت، لكنها لا ترقى إلى “ضمانات” على وقع غارات كثيفة في محيط المرفق الجوي منذ الأسبوع الماضي.
وقال نتانياهو في كلمة مسجلة بثت خلال إحياء إسرائيل الإثنين ذكرى الهجوم الأكثر دموية منذ قيامها في العام 1948 “لقد حددنا أهداف الحرب ونحن في طور تحقيقها: القضاء على حماس (في غزة)، إعادة كل الرهائن، الأحياء منهم والأموات. هذه مهمة مقدسة، لن نتوقف ما لم ننجزها”.
وأسفر هجوم حماس عن 1206 قتلى معظمهم مدنيون، بحسب تعداد استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة الرهائن الذين قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة. ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
17 قتيلا في غزة
من جهته، أكد الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أبو عبيدة في كلمة مصوّرة الإثنين “قرارنا وخيارنا هو الاستمرار في المواجهة في معركة استنزاف للعدو طويلة وممتدة ومؤلمة ومكلفة له بشدة، طالما أصر العدو على استمرار العدوان والحرب”.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 17 شخصا على الأقل الثلاثاء في ضربة إسرائيلية على مخيم للاجئين وسط القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل في بيان “17 شهيدا بينهم أطفال تم انتشالهم وعدد من الجرحى من قبل طواقم الدفاع المدني في الوسطى من منزل عائلة عبد الهادي المكون من ثلاثة طوابق، الذي تم قصفه بصاروخ من طائرة حربية في مخيم البريج وسط قطاع غزة”.
وتحولت مناطق شاسعة في القطاع الفلسطيني إلى أنقاض وقُتل ما لا يقل عن 41965 فلسطينيا، غالبيتهم مدنيون، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.
ويرافق الحرب في قطاع غزة ولبنان تصعيد بين إسرائيل وإيران، مع تأكيد الدولة العبرية أنها تستعد للرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
وحذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء على خلفية مخاوف من ضربات إسرائيلية محتملة تستهدف مواقع نووية أو نفطية في إيران، بأن “أي هجوم على منشآت البنية التحتية الإيرانية سيقابل برد قوي”.
وقالت طهران إن هجوم الأول من تشرين الأول/أكتوبر كان ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نسبت لإسرائيل، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر قتل فيها أيضا مسؤول في الحرس الثوري الإيراني.
تم النشر بواسطة france24