Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

حرب غزة.. هل بات التفاوض مستحيلا؟

مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 700 فلسطينياً منذ صباح الثلاثاء، يقترب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس من حافة الانهيار.

وبينما تؤكد حماس التزامها بالاتفاق، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن أي مفاوضات “يجب أن تتم تحت النار”، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية كوسيلة ضغط على الحركة.

هل تنهار مفاوضات وقف إطلاق النار؟

على الرغم من القصف المكثف، تؤكد حركة حماس أنها لم تغلق باب التفاوض غير المباشر، مشددة على أن الاتفاق الموقع في الدوحة لا يزال قائماً، وأن أي محاولة إسرائيلية لفرض شروط جديدة تمثل “تحريفاً لبنوده وتنصلاً من الالتزامات السابقة”.

وفي هذا السياق، قال المستشار الإعلامي للحركة، طاهر النونو، إن “حماس لا تحتاج إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقّع”، مشيراً إلى استعداد الحركة لإبداء مرونة في المفاوضات، لكن دون تقديم تنازلات تمس جوهر الاتفاق.

من جهته، أوضح المتحدث باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، أن الحركة تتواصل بشكل مستمر مع الوسطاء الدوليين، وتتعامل بجدية مع أي مقترحات تهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن غزة.

مفاوضات تحت النار

في المقابل، تصر إسرائيل على الاستمرار في التصعيد العسكري، إذ وصف نتنياهو القصف المستمر بأنه “مجرد بداية”، مؤكداً أن الضغط العسكري ضروري لضمان استعادة الرهائن المحتجزين في غزة.

كما أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن الجيش قام بعملية برية “محدودة” في القطاع، في خطوة قد تهدف إلى زيادة الضغط على حماس وإجبارها على التفاوض من “موقع أضعف”، وفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية.

نتنياهو واستخدام الحرب

تتهم حماس نتنياهو بمحاولة إفشال الاتفاق لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، مستفيداً من الدعم الأمريكي لاستمرار العمليات العسكرية.

وتؤكد الحركة أنها تعاملت بإيجابية مع المقترح الأمريكي الذي حمله المبعوث ستيفن ويتكوف، لكن إسرائيل سارعت إلى تصعيد الهجمات قبل اكتمال المفاوضات.

نهج الاغتيالات

وفي سياق العمليات العسكرية، استهدفت الغارات الإسرائيلية عدداً من كبار قادة حماس، بينهم:

  • العميد بهجت أبو سلطان، مسؤول العمليات الداخلية في الحركة.
  • محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية في غزة.
  • أبو عبيدة الجماصي، عضو المكتب السياسي ورئيس لجنة الطوارئ.
  • عصام الدعاليس، عضو المكتب السياسي للحركة.

كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقتل الناطق باسم سرايا القدس، المعروف باسم “أبو حمزة”، مع أفراد عائلته وعائلة شقيقه في غارة واحدة.

ما السيناريوهات المحتملة؟

في ظل استمرار القصف، تبقى عدة سيناريوهات مطروحة للمشهد في غزة:

  1. تصعيد عسكري شامل: إذا استمرت إسرائيل في الهجمات، فقد ترد حماس بعمليات أوسع، مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة.
  2. عودة التفاوض تحت الضغط: قد تضطر حماس إلى استئناف المفاوضات بشروط جديدة نتيجة للضغط العسكري.
  3. وساطة دولية لوقف إطلاق النار: قد تتدخل القوى الدولية، خاصة قطر ومصر، لاحتواء الأزمة وإعادة مسار التفاوض.

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال: هل ستتمكن الأطراف من تفادي انهيار الاتفاق؟ أم أن غزة ستشهد جولة جديدة من التصعيد الدموي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى