Podcast Icon
سياسة

حرب الطائرات المسيّرة.. هل يشعل حزب الله جبهة الشمال؟

تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية، الجمعة، على مواقع عسكرية في قرية جنتا اللبنانية، مستهدفًا منشآت يُشتبه في استخدامها لتهريب الأسلحة عبر الحدود السورية اللبنانية. وتأتي هذه الضربة بعد أيام من استهداف “عربة هندسية” كان يستخدمها مقاتلو حزب الله لإعادة بناء البنية التحتية في المنطقة، وهو ما اعتبرته إسرائيل انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

تصعيد مستمر رغم التهدئة
ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي اعترض طائرة استطلاع دون طيار أطلقها حزب الله فوق أراضيه، في خطوة اعتُبرت انتهاكًا إضافيًا للهدنة الهشة. وفي بيان رسمي، أكد الجيش الإسرائيلي أنه “رغم محاولات حزب الله العودة إلى جنوب لبنان، فإن الجيش الإسرائيلي يظل مصممًا على العمل وفقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وسيعمل على إزالة أي تهديد من جنوب لبنان ضد دولة إسرائيل ومواطنيها”.

حزب الله.. التهديد الأكبر لإسرائيل؟
منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي نفذته حماس، استغلت الجماعات الإقليمية الموالية لإيران، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وحماس في غزة، الوضع لضرب أهداف إسرائيلية عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ والقذائف. وبحسب تحليلات عسكرية، يُعدّ حزب الله التهديد الأكبر لإسرائيل بين هذه الجماعات، بسبب ترسانته المتقدمة من الأسلحة، والتي تفوق بكثير قدرات الوكلاء الآخرين لطهران. ورغم أن وقف إطلاق النار بين الطرفين مستمر منذ أكثر من شهر، إلا أن المؤشرات الحالية لا توحي باستمراره لفترة طويلة.

حرب الطائرات المسيّرة.. سلاح غير مكلف وفعال
تقول مايا كارلين، الكاتبة في ناشيونال إنترست، إن الطائرات المسيّرة باتت تهيمن على الحروب الحديثة، نظرًا لتكلفتها المنخفضة وسهولة إنتاجها مقارنة بالأسلحة التقليدية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للجماعات غير الحكومية مثل حزب الله.

ويوظّف حزب الله هذه الطائرات في مهام الاستطلاع والهجمات، خاصة عبر الطائرات “الانتحارية”، التي تبقى في الجو حتى يتم تحديد الهدف وضربه. وتضيف مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن “حزب الله يجمع معلومات استخبارية عن المواقع التي يريد مهاجمتها، ثم يطلق طائرات دون طيار لضربها. وإذا لم تصل إلى هدفها، فإنها تصطدم بأي هدف قريب، مما يستوجب إسقاطها قبل الاصطدام”.

ترسانة حزب الله الجوية.. خطر متصاعد
تتضمن ترسانة حزب الله الجوية طائرات مسيّرة مثل “مرصاد”، المبنية على النموذجين الإيرانيين “أبابيل” و”مهاجر”، إضافة إلى الطائرة الانتحارية “شاهد 136″، التي تستخدمها روسيا بكثافة في أوكرانيا. وقدّر مسؤولون إسرائيليون أن حزب الله كان يمتلك نحو 150 ألف صاروخ وما لا يقل عن 2000 طائرة مسيّرة في 2022، ومن المرجح أن هذه الأرقام ارتفعت في 2024.

ماذا بعد؟
في ظل استمرار حرب الطائرات المسيّرة، والتوتر المتزايد على الحدود الشمالية، يبدو أن أي تصعيد إضافي قد يدفع إسرائيل وحزب الله إلى مواجهة أوسع، قد تمتد تداعياتها إلى المنطقة بأكملها. فهل نشهد انفجارًا جديدًا في الجبهة الشمالية، أم أن التهدئة ستصمد أمام الضغوط المتزايدة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى