Podcast Icon
سياسة

ترامب بين السلطة والارتجال: ماذا يحمل المستقبل لإدارته الثانية؟

في مقال للصحافية الأمريكية جانيت دالي، استعرضت فيه القوة الفريدة التي يتمتع بها الرئيس المنتخب دونالد ترامب قبل أن يؤدي اليمين الدستورية، اليوم الإثنين، مشيرة إلى أن هذه الفترة منحته حرية غير مسبوقة في إطلاق التهديدات والإدلاء بتصريحات غامضة دون التزام دستوري.

فترة القوة المؤقتة: تهديدات غامضة وأثر واضح
ترى دالي أن هذه الفترة الانتقالية أتاحت لترامب استغلال الفراغ السياسي بين الإدارة الحالية والمقبلة، وهو ما تجسد في مطالبته بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في غزة، ملوحًا بأن “كل الجحيم سيفلت من عقاله” إن لم تتحقق مطالبه قبل توليه المنصب رسميًا.

هذا النوع من التصريحات الفضفاضة قد لا يتماشى مع القيود الدستورية التي تواجه الرئيس بمجرد تنصيبه، لكنها وفقًا لدالي، قد كانت وسيلة فعالة للتأثير على الأحداث.

القيود الدستورية: رئيس بلا سيادة مطلقة
توضح دالي أن الرئيس الأمريكي، رغم كونه أقوى شخصية سياسية في العالم، يظل مقيدًا بدستور يضمن فصل السلطات. على عكس رئيس الوزراء البريطاني الذي يتمتع بسلطة تنفيذية وتشريعية متكاملة، يواجه الرئيس الأمريكي تحديات متواصلة بسبب استقلالية الكونغرس والمحكمة العليا.

وأشارت إلى أن الجمود السياسي الناجم عن سيطرة الحزب المعارض على الكونغرس، كما يحدث غالبًا في انتخابات التجديد النصفي، قد يعوق تنفيذ أجندة الرئيس. وهو ما قد يواجهه ترامب في فترته الثانية رغم الأغلبية الجمهورية الضئيلة في الكونغرس.

صراعات داخلية وتحديات جديدة
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن يواجه تحديات داخل حزبه نفسه، حيث يوجد فصيل كبير يعارض بعض قراراته المثيرة للجدل. ومن بين القضايا المثارة:

  • دور إيلون ماسك: يشكل نفوذ ماسك مصدر قلق داخل الحزب الجمهوري، لا سيما إذا تعارض مع صلاحيات وزير الخارجية ماركو روبيو.
  • خفض التكاليف: المبادرات الجديدة لتحسين الكفاءة قد تؤدي إلى صراعات مع الإدارات الراسخة، خاصة إذا مست وكالات أمنية واستخبارية.

السياسة الخارجية: غموض الأولويات
تساءلت دالي عن توجهات ترامب في السياسة الخارجية، مشيرة إلى تغير مواقفه تجاه الحرب في أوكرانيا والعلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما أثارت المخاوف من تأثير سياساته الاقتصادية، مثل التهديد بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، على التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.

لحظة الارتجال على وشك الانتهاء
تختتم دالي مقالها بتوجيه نصيحة لترامب للاستمتاع بفترة الحرية المؤقتة التي يعيشها، مشيرة إلى أن اللحظة التي ستتطلب فيها إدارته قرارات محددة وواقعية باتت قريبة جدًا.

فهل ستتمكن إدارة ترامب الثانية من تحويل التصريحات الارتجالية إلى سياسات فعالة؟ أم أن الجمود السياسي والصراعات الداخلية ستعرقل طموحاته؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى