Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

الخرطوم.. هل تعود عاصمة فعلية للسودان؟

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم تطورات ميدانية لافتة، مع استعادة الجيش السوداني لمواقع استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، من بينها القصر الجمهوري والبنك المركزي، وسط أنباء عن استمرار المعارك لاستعادة مطار الخرطوم.

هذه التطورات أثارت تساؤلات حول إمكانية عودة الخرطوم كعاصمة فعلية للبلاد بدلًا من بورتسودان، حيث تدير الحكومة الانتقالية أعمالها منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من عامين.

موقع قناة الحرة الأمريكي، يحاول الإجابة على هذه التساؤلات في التقرير التالي..

انتصارات عسكرية وتأثيراتها السياسية

يرى محللون أن نجاح الجيش في بسط سيطرته على وسط الخرطوم يبعث برسالة سياسية قوية، مفادها أن العاصمة يمكن أن تعود مركزًا للحكم والإدارة، ما قد يؤثر على موازين القوى بين الجيش والدعم السريع.

يقول الكاتب والصحفي السوداني عثمان ميرغني إن استعادة الخرطوم تعني عمليًا إنهاء التمرد في ثلاث ولايات رئيسية: الخرطوم، الجزيرة، وسنار.

ويوضح أن السيطرة على المقار الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مثل سفارات الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، تعزز فرص استعادة الشرعية الدولية، ما قد يدفع الدول لإعادة فتح سفاراتها في العاصمة.

أما المحلل السياسي محمد تورشين، فيرى أن استعادة الجيش لهذه المواقع قد تدفع قوات الدعم السريع إلى التراجع نحو أطراف العاصمة، قبل أن يتغير مسرح العمليات إلى مناطق أخرى خارج الخرطوم.

ماذا بعد السيطرة على وسط الخرطوم؟

رغم المكاسب العسكرية، لا تزال الخرطوم تعاني من أضرار جسيمة في البنية التحتية، كما أن الخدمات الأساسية متوقفة منذ فترة طويلة.

ويقول ميرغني إن إعادة تشغيل الجامعات التي كانت تضم أكثر من 200 ألف طالب يحتاج إلى أشهر، إضافة إلى جهود كبيرة لإعادة مؤسسات الدولة إلى العمل من داخل العاصمة.

في الوقت نفسه، يُتوقع أن يفتح تقدم الجيش الباب أمام عودة آلاف النازحين الذين يتوقون للعودة إلى منازلهم، بعد أن دفعتهم الحرب إلى اللجوء داخل السودان وخارجه، حيث تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص منذ اندلاع القتال في أبريل 2023.

هل انتهى الصراع؟

على الرغم من المكاسب التي حققها الجيش، إلا أن القتال لا يزال محتدمًا في عدة جبهات، خاصة في دارفور وكردفان، حيث تتمركز قوات الدعم السريع.

ويقول الخبير الأمني إبراهيم مطر إن الجيش تمكن خلال الأشهر الأخيرة من إحكام الحصار على خطوط الإمداد الرئيسية لقوات الدعم السريع من ليبيا وتشاد، مما قد يضعف موقفها العسكري.

إلا أن المعارك في دارفور تختلف عن تلك التي خاضها الجيش في ولايات الوسط، حيث أن الطبيعة الجغرافية والأوضاع الأمنية المعقدة في الإقليم قد تجعل استعادة السيطرة عليه أكثر تعقيدًا.

وداعًا بورتسودان؟

مع تقدم الجيش، يزداد الحديث عن عودة مؤسسات الدولة إلى الخرطوم، مما قد ينهي الدور المؤقت لبورتسودان كعاصمة بديلة.

ويقول ميرغني إن استمرار الحكومة في إدارة البلاد من مدينة ساحلية بعيدًا عن المركز، أضعف صورة الدولة في الخارج وقلل من فاعلية العمل الدبلوماسي، مشيرًا إلى أن عودة السفارات إلى الخرطوم ستكون خطوة مهمة لاستعادة الوضع الطبيعي.

لكن يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع الجيش فرض سيطرته الكاملة على العاصمة وتأمينها في ظل التهديدات المستمرة؟ وهل يمكن أن يؤدي هذا التقدم إلى تسوية سياسية، أم أن السودان سيظل غارقًا في دوامة الحرب لفترة أطول؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى