Podcast Icon
سياسة

التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية: دوافعه وتداعياته

مع انسحاب لواء “الناحال” من قطاع غزة، انتقلت العمليات العسكرية الإسرائيلية مباشرة إلى الضفة الغربية، حيث شهدت مدن جنين وطولكرم حملة عسكرية واسعة النطاق وغير محددة المدة، مما حول حالة الهدوء النسبي إلى توتر مشوب بالحذر الشديد.

التداخل بين السياسي والعسكري

تأتي هذه العمليات العسكرية في سياق وعود قطعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بتوسيع نطاق العمليات العسكرية في الضفة الغربية. ويرى مراقبون أن نتنياهو يسعى من خلال هذه التحركات إلى إبقاء سموتريتش في حكومته، خاصة بعد التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

سموتريتش، الذي يعد من أبرز قادة المستوطنين في الضفة الغربية، يزعم أن إسرائيل يجب أن تضمن عدم تكرار هجوم شبيه بهجوم 7 أكتوبر 2023، وهو ما دفع “الكابينت” الإسرائيلي إلى توسيع نطاق الحرب ليشمل الضفة الغربية.

الأهداف العسكرية للعملية

بحسب الجيش الإسرائيلي، فإن العمليات الجارية تهدف إلى استهداف المسلحين المسؤولين عن الهجمات ضد المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وشهدت الأشهر الماضية سلسلة من عمليات إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل مستوطنين وجنود.

وفي حديث لـ”العين الإخبارية”، كشف مصدر عسكري إسرائيلي أن العملية تأتي بعد وقف إطلاق النار على الجبهات الأخرى، مما يسمح بتركيز الجهود على جنين وطولكرم. وأضاف المصدر: “العملية الحالية تهدف إلى تحقيق نتائج أمنية طويلة الأمد، وليس مجرد نجاحات مؤقتة”.

كما أوضح أن الجيش الإسرائيلي يركز على تفكيك البنية التحتية للفصائل المسلحة، ومنعها من إعادة بناء قدراتها، مشيرا إلى أن العمليات ستتوسع بناءً على التقييمات الأمنية الميدانية.

التوسع المحتمل للعملية

موقع “واللا” الإسرائيلي نقل عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش يستعد لتوسيع العمليات خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى احتمالية شمول مناطق جديدة مثل نابلس وأريحا والأغوار. وأضاف التقرير أن بعض المسلحين فروا من جنين وطولكرم إلى مناطق أخرى، مما يستدعي توسيع العمليات.

انعكاسات العملية على الفلسطينيين

تشهد الضفة الغربية تصعيدًا ملحوظًا منذ بدء الحملة العسكرية، حيث كثف الجيش الإسرائيلي الحواجز العسكرية، مما أدى إلى ازدحامات خانقة تعيق تنقل الفلسطينيين. وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في بيان بأن القيود المفروضة تشمل إغلاق طرق رئيسية، وتأخيرًا طويلًا عند الحواجز، مما يعطل وصول الفلسطينيين إلى أماكن عملهم وخدماتهم الأساسية.

كما أشار البيان إلى أن الخدمات الصحية في الضفة الغربية باتت تعمل بقدرة لا تتجاوز 70% نتيجة الأزمة المالية والإغلاق الإسرائيلي. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات اعتقال جماعي في مختلف أنحاء الضفة، حيث تم احتجاز أكثر من 60 فلسطينيًا في قلقيلية خلال عملية اقتحام لبلدة عزون.

عزلة متزايدة للمدن الفلسطينية

بحسب “أوتشا”، فقد أغلقت القوات الإسرائيلية مداخل بعض المدن والقرى بالكامل، مما تسبب في شل الحركة اليومية للفلسطينيين، وخاصة في مخيم العروب الذي بات معزولًا عن المدن الكبرى.

مخاوف من تصعيد أوسع

تثير الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية في الضفة الغربية مخاوف من تصعيد أوسع، خصوصًا مع زيادة التوترات السياسية والعسكرية. ويبقى التساؤل مطروحًا: إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه العمليات دون أن تشعل موجة جديدة من العنف في المنطقة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى