Podcast Icon
سياسة

إعادة إعمار غزة بين المبادرة المصرية والتحدي الأمريكي

ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي قدمتها مصر لا تقتصر فقط على تعزيز مكانتها في جامعة الدول العربية، بل تمثل أيضاً تحدياً مباشراً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولسياساته في الشرق الأوسط.

مصر تبرز كلاعب إقليمي قوي

تحت عنوان “قوة إقليمية في طور التكوين.. مصر تشير إلى وضعها الجديد”، تناولت الصحيفة انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة الأسبوع الماضي، التي جاءت بعد إعلان خطة ترامب الهادفة إلى السيطرة على غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. وأوضحت الصحيفة أن القمة أثارت جدلاً واسعاً، لا سيما أنها جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتعارض المبادرة المصرية مع التوجهات الأمريكية والإسرائيلية تجاه مستقبل القطاع.

رفض أمريكي وإسرائيلي قاطع

بحسب تحليل الدكتورة عنات هوشبيرغ ماروم، المختصة في الجغرافيا السياسية والأزمات الدولية، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل رفضتا الخطة المصرية بشكل قاطع، معتبرتين أنها تتناقض مع مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي، خصوصاً بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ومع ذلك، لقيت المبادرة دعماً واسعاً من الدول العربية، التي تبنتها بحماسة كجزء من مساعيها لدفع القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية.

موقف عربي موحد ضد التهجير

إلى جانب رفض القادة العرب القاطع لأي مخطط لتهجير نحو مليوني غزاوي إلى مصر أو الأردن تحت ذريعة إعادة الإعمار، فإن المبادرة المصرية، التي تركز على حل الدولتين، قد تشكل من وجهة نظرهم خطوة نحو تخفيف مواقف الإدارة الأمريكية الحالية، كما يمكن أن تسهم في تسريع عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

مقترحات مصرية لإدارة القطاع

تضمنت الخطة المصرية مقترحات عدة، أبرزها:
-نقل إدارة قطاع غزة تدريجياً إلى السلطة الفلسطينية ما يعني إنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع.

  • نشر قوات أمن دولية في الضفة الغربية وغزة لضمان الاستقرار ومنع اندلاع مواجهات جديدة.
  • عقد مؤتمر دولي لجمع 53 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع، بحيث تمتد العملية على مدار خمس سنوات.
  • تطوير بنية تحتية جديدة تشمل إنشاء ميناء ومطار، مع إدارة الآليات الأمنية للقطاع لضمان عدم تصاعد الأوضاع مجدداً.

هل تستطيع الدول العربية تنفيذ الخطة؟

رغم الزخم الذي حظيت به المبادرة، تثير تساؤلات حول مدى إمكانية تنفيذها فعلياً على الأرض، خصوصاً في ظل استمرار التوترات الأمنية والسياسية في المنطقة. وترى الصحيفة أن تشكيل جبهة عربية موحدة للتعامل مع القضية الفلسطينية يمثل خطوة مهمة، لكن تنفيذ الخطة يواجه تحديات كبيرة، أبرزها:

  • الانقسامات الداخلية الفلسطينية حول مستقبل قطاع غزة وإدارة شؤونه.
  • الرفض الإسرائيلي المطلق لأي حلول لا تشمل نزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
  • الضغوط الأمريكية التي قد تعيق أي تحركات عربية تخالف أجندتها السياسية في المنطقة.

تحدٍ للإدارة الأمريكية

تعتقد “معاريف” أن البيان الختامي للقمة العربية والإعلان المصري الصريح بأن “لا سلام دون إقامة دولة فلسطينية” يشكلان تحدياً مباشراً للإدارة الأمريكية، التي تسعى إلى فرض حلول تتماشى مع الرؤية الإسرائيلية.

ورغم التحديات الكبيرة، يرى محللون أن القمة العربية الطارئة في القاهرة قد تشكل نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية، ليس فقط من حيث إعادة الإعمار، ولكن أيضاً من حيث إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية وصياغة معادلة جديدة للصراع في الشرق الأوسط. كما أنها تسلط الضوء على الدور المصري المتنامي كلاعب رئيسي في الجغرافيا السياسية للمنطقة، وهو دور يبدو أنه سيستمر في التوسع خلال المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى