حرب بلا قيود: هل دخلت إسرائيل مرحلة التدمير الكامل لغزة؟

تشير التطورات الأخيرة إلى أن إسرائيل انتقلت إلى مرحلة أكثر دموية وفتكاً في حربها على غزة، مستندة إلى دعم أمريكي غير مشروط وإطلاق يد جيشها لتنفيذ عمليات عسكرية دون قيود. فبعد انهيار الهدنة الثانية، بدا واضحاً أن إسرائيل تسعى لتحقيق أهداف أبعد من مجرد استعادة رهائنها، مستغلة تغيّر المشهد الإقليمي والدولي لصالحها.
عودة الحرب.. بداية نارية ودمار واسع
استهلت إسرائيل هجومها الجديد فجر الثلاثاء الماضي بقصف مفاجئ أدى إلى مقتل المئات من الفلسطينيين، منهية بذلك وقف إطلاق النار. لم يتوقف التصعيد عند هذا الحد، بل توعدت تل أبيب بالمزيد من الدمار إذا لم تُفرج حركة حماس عن بقية الرهائن وتغادر القطاع.
وبحسب تقرير لوكالة أسوشيتيد برس، فإن إسرائيل باتت تتحرك بحرية أكبر، مستغلة تراجع قوة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، وانهيار الأوضاع الداخلية في غزة، مما أتاح لها تنفيذ ضربات مكثفة وعشوائية، دون مراعاة للخسائر البشرية أو الأضرار المدنية.
دعم أمريكي بلا شروط.. وترامب يغير قواعد اللعبة
رافق التصعيد دعم أمريكي غير مسبوق من الرئيس دونالد ترامب، الذي عبر عن تأييده الكامل للهجوم الجديد. وسبق أن اقترح ترامب الشهر الماضي إعادة توطين مليوني فلسطيني من غزة في دول أخرى، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً.
بعكس إدارة جو بايدن، التي حاولت — ولو بشكل محدود — الحد من الخسائر المدنية والضغط لإدخال المساعدات، فإن إدارة ترامب رفعت القيود عن تسليح إسرائيل، بما في ذلك أسلحة كانت محظورة سابقاً.
“أعيدوا الرهائن واطردوا حماس، أو ستواجهون دماراً كاملاً” — وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس.
حماس تحت الضغط.. هل تنهار الحركة؟
على الرغم من استمرار حماس في إطلاق الصواريخ — آخرها ثلاثة صواريخ صوب تل أبيب الخميس الماضي — فإن الحركة تبدو في أضعف حالاتها. إسرائيل تدّعي أنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل من حماس، ودمرت جزءاً كبيراً من بنيتها التحتية العسكرية، وإن لم تقدم أدلة قاطعة على ذلك.
كما تعرض حزب الله اللبناني، الحليف الأبرز لحماس، لضربات موجعة أجبرته على قبول هدنة، بعد أن قُتل معظم قادته الكبار، وتحول جنوب لبنان إلى أنقاض.
إيران.. حياد تحت التهديد؟
رغم كونها الداعم الأساسي لحماس، تبدو إيران مترددة في التدخل المباشر بعد تلقيها ضربات إسرائيلية قاسية طالت دفاعاتها الجوية، إلى جانب تهديدات أمريكية صريحة باتخاذ إجراءات عسكرية إذا لم توافق طهران على اتفاق نووي جديد.
مرحلة جديدة من الحرب: إلى أين تتجه الأمور؟
يرى المحللون أن إسرائيل، مستندة إلى الدعم الأمريكي الكامل وتراجع قوة حماس وحلفائها، أصبحت قادرة على شن حرب بلا قيود. ومع تحذيرات وزير الدفاع الإسرائيلي بأن البديل عن إطلاق سراح الرهائن هو “الدمار الكامل”، يبدو أن المرحلة المقبلة ستكون الأعنف والأكثر دموية.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل تسعى إسرائيل إلى إنهاء حماس نهائياً، أم أن التصعيد هو مقدمة لصفقة سياسية كبرى قد تعيد رسم خريطة القطاع والمنطقة بأكملها؟