عودة ترامب.. كيف ستغير سياساته وجه العالم؟

في تقرير لصحيفة تليغراف البريطانية، استعرض خبراء ومحللون التحديات والسيناريوهات المحتملة التي قد تشهدها الساحة الدولية خلال ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الثانية، حيث تتباين التوقعات بشأن تأثير سياساته على العلاقات الدولية، الاقتصاد العالمي، وقضايا الأمن.
ترامب وبريطانيا: علاقة متقلبة ومواقف حاسمة
يرى المحلل السياسي بن رايلي سميث أن العلاقة بين ترامب ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ستكون مفتاح التفاهم بين البلدين. يدعم ترامب البريكسيت ويظهر اهتمامًا محدودًا بالعلاقة التقليدية بين أمريكا وبريطانيا، مما قد يدفع الحكومة البريطانية إلى تقديم مبادرات دفاعية واقتصادية لتعزيز هذه العلاقة، كزيادة الإنفاق الدفاعي.
لكن ترامب قد يفاجئ البريطانيين بمواقف حادة عبر منصته “تروث سوشيال”، مثل دعوته للتنقيب في بحر الشمال، مما يتعارض مع سياسة حزب العمال.
أوروبا وحلف الناتو: ضغط متزايد وتحالف مهدد
يشير مراسل الصحيفة في بروكسل، جو بارنز، إلى أن ترامب سيضغط على دول الناتو لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، مهددًا بتقليص الدعم الأمريكي إذا لم تُلبَ هذه المطالب. وقد أطلق حلفاء الناتو خططًا استباقية لتعزيز استثماراتهم الدفاعية، إلا أن مخاوف الانسحاب الأمريكي من أوروبا تظل قائمة.
الاقتصاد العالمي: التعريفات الجمركية تعود للواجهة
تعتبر التعريفات الجمركية أحد أبرز أدوات ترامب الاقتصادية. تشير الصحفية ميليسا لوفورد إلى أن ترامب يخطط لفرض تعريفات شاملة بنسبة تصل إلى 20% على جميع السلع الأجنبية، بالإضافة إلى عقوبات أشد على الصين وكندا والمكسيك. هدفه هو دعم الصناعة المحلية وتحقيق ما يسميه “التوازن التجاري”، لكن هذه السياسات قد تؤدي إلى توترات تجارية عالمية.
الصين: عدو استراتيجي
يصف مراسل الصحيفة في واشنطن، نيك ألين، العلاقة بين الولايات المتحدة والصين بأنها الأكثر خطورة. خلال ولايته الأولى، أطلق ترامب حربًا تجارية مع الصين، ويُتوقع أن يزيد من حدة المواجهة بفرض قيود إضافية على صادرات التكنولوجيا وفرض تعريفات جديدة.
روسيا وأوكرانيا: سلام أم تنازلات؟
يشير خبير السياسة الخارجية نيكولاس إيكلش إلى أن ترامب قد يتبنى نهجًا أقل صرامة تجاه روسيا مقارنة بالإدارة الحالية. وعد ترامب بالتفاوض على “صفقة سلام” في أوكرانيا خلال 24 ساعة، لكنه أشار إلى احتمالية تقليص الدعم العسكري لكييف، مما قد يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا.
الشرق الأوسط: إيران وإسرائيل في المقدمة
المحلل كامبل ماكديرميد يتوقع أن يعيد ترامب تركيزه على احتواء إيران وتعزيز تحالفاته مع إسرائيل. من المتوقع أن يحاول توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل دولًا عربية جديدة، مع استمرار الضغوط على طهران من خلال العقوبات.
التوازن بين الطموحات الوطنية والعالمية
يرى الخبراء أن سياسات ترامب قد تعزز أجندة “أمريكا أولًا”، مما يؤدي إلى تقليل تدخل الولايات المتحدة في القضايا العالمية، لكنه قد يزيد من التوترات مع الخصوم ويقوض التحالفات التقليدية.
ولاية ترامب الثانية، قد تُحدث تحولات جذرية في النظام العالمي، لكنها ستظل مشروطة بقدرته على تحقيق توازن بين المصالح الوطنية والتحديات الدولية.