سوريا بين الآمال والتحديات.. هل تفي إدارة أحمد الشرع بوعودها؟

مع تولي الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع زمام الأمور، يعيش السوريون حالة من الترقب، محاولين التوفيق بين الوعود الطموحة التي أعلنها القائد الجديد والواقع الذي يواجهه البلد المنهك من سنوات الحرب.
وعود براقة وأرضية ملغّمة
في خطاباته الأولى، تعهد أحمد الشرع ببناء سوريا جديدة على أسس المواطنة والتعددية، مؤكداً على تعزيز دور المرأة، دمج الأكراد في الجيش، وإطلاق مبادرات للمصالحة الوطنية تشمل جميع أطياف المجتمع. كما شدد على رفض التدخل الأجنبي، إلا أن التحديات الميدانية تعكس صورة مغايرة، حيث تستمر العمليات الأمنية، خاصة في المناطق ذات الأغلبية الكردية والعلوية.
توترات داخلية وضغوط خارجية
عباس شريفة، الباحث في مركز كاندل للدراسات، قال في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”:
“رغم تعهدات الإدارة بتحقيق الاستقرار، إلا أن الساحل السوري ما زال يعاني من وجود عصابات مسلحة وعناصر تابعة للنظام السابق، ما يهدد بعودة الفوضى الأمنية.”
وأشار شريفة إلى أن الاعتقالات التي طالت عدداً من جنود الأمن العام تُظهر توجهاً نحو المحاسبة، لكنه استدرك قائلاً: “غياب المحاكم الخاصة يضع علامات استفهام حول مصداقية هذه الإجراءات.”
من جانبه، أوضح سمير تقي، الباحث في مركز الشرق الأوسط بواشنطن، لـ”سكاي نيوز عربية”: “وجود مقاتلين أجانب في الجيش السوري الجديد يعقد المشهد الأمني، ويثير قلقاً دولياً حول قدرة الإدارة على فرض سيادتها الوطنية.”
كما حذر من أن هؤلاء المقاتلين قد يستخدمون سوريا كمنصة لاستهداف دولهم الأصلية، مما يزيد من تعقيد الوضع.
صراعات طائفية واختبارات حاسمة
التوترات الطائفية تُعد من أبرز التحديات التي تواجه الإدارة الجديدة. ومع تنامي المخاوف داخل الطائفة العلوية من استهداف جماعي بسبب تورط النظام السابق في تجاوزات، تسعى الإدارة إلى تهدئة الأوضاع من خلال لقاءات مع وجهاء الطائفة.
لكن، بحسب تقي:”اغتيال شخصيات بارزة مثل جابر عيسى يثير تساؤلات جدية حول قدرة الإدارة على حماية المبادرات الساعية لردم الفجوة بين المكونات المختلفة.”
ملف الأكراد: تحدٍ كبير
ورغم تعهد الشرع بدمج الأكراد في المشهد السياسي والجيش، إلا أن التقدم في هذا الملف لا يزال بطيئاً. وأوضح شريفة أن هناك محاولات لإطلاق خارطة طريق بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، لكن تحديات الهوية القومية والتوترات العرقية تعيق التوصل إلى حل دائم.
مصير سوريا الجديدة
في النهاية، يبقى نجاح الإدارة الجديدة مرهوناً بمدى قدرتها على تحقيق العدالة والمساواة، وتنفيذ وعودها بترسيخ المواطنة والتعددية، بعيداً عن أساليب النظام السابق. سوريا أمام مفترق طرق: إما بناء دولة مدنية حديثة، أو الوقوع في دوامة الماضي المظلم.