Podcast Icon
سياسة

السودان على مفترق طرق: فرصة الشرق الأوسط لإنهاء حرب دموية ممتدة

في ظل الصراعات المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تبدو ديناميكيات القوة الإقليمية في الشرق الأوسط وكأنها تقدم فرصة وحافزًا لوضع حد لهذه الحرب المدمرة. صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية ألقت الضوء على هذه الأزمة في تقريرها الأخير، حيث أشار المحللون إلى أن مستقبل السودان قد يتحدد بقرارات الدول الإقليمية التي تمتلك القدرة على التأثير بشكل حاسم في مسار الصراع.

حرب بلا منتصر.. قراءة في المشهد السوداني
أوضح بايتون كنوبف، نائب المبعوث الخاص لمنطقة القرن الأفريقي في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الوضع في السودان يتجاوز كونه مجرد صراع داخلي، حيث قال:
“لن يكون هناك منتصر عسكري، ولا سلام قائم على القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع.”

بعد مرور أكثر من 20 شهرًا على النزاع، أصبحت السودان “غزة جديدة”، وفقًا لكنوبف، حيث سويت العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بالأرض. ووصف السودان بأنه:
“أكبر دولة تنهار في التاريخ الحديث، وأكبر أزمة نزوح في العالم، مع أسوأ مجاعة في إفريقيا منذ قرن.”

التدخل الإقليمي.. ساحة معركة لمنافسات الشرق الأوسط
أشار التقرير إلى أن العديد من الدول الإقليمية التي تؤثر على مستقبل سوريا تحمل أيضًا مفاتيح إنهاء الأزمة السودانية. ووفقًا لكنوبف “الدول الإقليمية تواجه خيارًا: إما الاستمرار في استغلال السودان كساحة لتصفية حساباتها، أو التوصل إلى توافق حول معايير محددة لحل الصراع.”

وأكد أن السلام في السودان قد لا يتحقق من خلال الأطراف المتحاربة نفسها، بل ربما يتطلب إجماعًا بين الشركاء الإقليميين والغربيين حول شكل التسوية النهائية.

خارطة طريق لإنهاء الصراع.. ثلاثة معايير أساسية
حدد كنوبف مجموعة من المعايير الضرورية لبناء إجماع دولي يفضي إلى حل الأزمة السودانية:
1 – استبعاد الأطراف المسؤولة عن النزاع من الحكم:
يتم استبعاد قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى حزب المؤتمر الوطني التابع للرئيس السابق عمر البشير، من أي إدارة انتقالية أو حكومة مستقبلية.
2 – ضمان وحدة وسيادة السودان:
يتطلب ذلك احتكار القوة من قبل حكومة شرعية ووقف التدخلات الخارجية، بما في ذلك إمدادات الأسلحة.
3- إدارة تكنوقراطية للمؤسسات السيادية:
يُشدد على ضرورة إدارة البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط من قبل خبراء تكنوقراطيين بعيدين عن النفوذ العسكري.

دور الشرق الأوسط.. مفتاح الحل أم عامل تعقيد؟
يرى كنوبف أن دول الشرق الأوسط الداعمة للأطراف المتحاربة تمتلك فرصة لإحداث تغيير جذري، إذا ما قررت استخدام نفوذها لدفع الأطراف السودانية إلى التخلي عن الحرب، وقال: “الأمل الأخير للسودان يكمن في أن تتخذ هذه الدول قرارات انطلاقًا من مصلحتها الذاتية، إن لم يكن بدافع المصلحة الإنسانية.”
وأضاف أن تشكيل إجماع إقليمي حول تسوية النزاع سيجبر الأطراف المتحاربة على التنحي ويفسح المجال أمام الدوائر المدنية في السودان للتفاوض حول حكومة انتقالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى