Podcast Icon
سياسة

بين النفي والتصريحات: هل يقترب لبنان من التطبيع مع إسرائيل؟

في ظل الأجواء السياسية المشحونة في الشرق الأوسط، كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن غياب أي محادثات رسمية للتطبيع بين إسرائيل ولبنان، رغم التصريحات المتكررة عن مناقشات تتعلق بترسيم الحدود البرية كجزء من خطة أوسع.

خطة شاملة ولكن دون تطبيع

أشارت الصحيفة إلى أن أحد المصادر المطلعة أكد لها عدم وجود محادثات جارية بشأن التطبيع بين الجانبين. هذا التصريح جاء بعد إعلان مسؤول سياسي إسرائيلي أن “المناقشات حول الحدود البرية مع لبنان تأتي ضمن خطة شاملة تهدف لتحقيق زخم دبلوماسي أوسع”.

وبحسب التقرير، فقد أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نجاحها في التوسط لاتفاق يهدف إلى مناقشة 13 نقطة خلافية على الحدود البرية بين البلدين، إلى جانب خمس نقاط ثابتة تسيطر عليها إسرائيل حاليًا في جنوب لبنان. ونقل التقرير عن المصدر الإسرائيلي قوله: “كما للبنان مطالباته الحدودية، لدينا نحن أيضًا مطالب، وسنبحثها في هذه المناقشات”.

ورغم هذه التصريحات، أكد المصدر المطلع للصحيفة أن المحادثات ستستغرق أسابيع على الأقل قبل أن تبدأ، وأن نتائجها ما تزال غير مضمونة.

نفي لبناني قاطع

على الجانب الآخر، جاء الرد اللبناني سريعًا وحاسمًا. حيث نفى مكتب الرئيس اللبناني أي حديث عن مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مشددًا على أن “تشكيل ثلاث مجموعات عمل لمعالجة النقاط الخلافية هو جزء من تنفيذ القرار الأممي 1701، ولا يعني بأي حال بدء مفاوضات سلام”.

وأضاف المكتب أن “الادعاءات بأن هذه الخطوة تمهد للتطبيع لا أساس لها من الصحة”.

صراع التصريحات وتأثيره على المفاوضات

من جانب آخر، حذر مصدر مطلع على المحادثات من أن التصريحات الإسرائيلية المتكررة عن التطبيع قد تؤدي إلى نتائج عكسية. وأكد المصدر أن “هذه التصريحات تمنح خصوم الحكومة اللبنانية ذريعة لمهاجمتها، ما يهدد فرص التوصل إلى أي اتفاق مستقبلي”.

وبين التأكيدات الإسرائيلية والنفي اللبناني، يبقى السؤال مطروحًا: هل ما يجري هو مجرد محاولة لترسيم الحدود، أم أن هناك جهودًا خفية لجر لبنان نحو مسار تطبيع غير معلن؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى