Podcast Icon
سياسة

إيران تحت الضغط.. موجة احتجاجات جديدة تلوح في الأفق

تواصل الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب سياسة الضغط القصوى على إيران من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للإيرانيين ودفع البلاد نحو أزمة غير مسبوقة. وبحسب صحيفة “يسرائيل هيوم”، فإن العقوبات الأخيرة تستهدف بشكل أساسي قطاع النفط، وهو المصدر الرئيسي للدخل في إيران، مما يزيد من التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

تداعيات العقوبات: الفقر والبطالة يتصاعدان

تؤكد الصحيفة أن العقوبات المفروضة على إيران خلال السنوات الأخيرة قد ألحقت ضررًا بالغًا بالاقتصاد الإيراني، حيث يعيش ثلث السكان تحت خط الفقر، بينما يعاني نصف الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و40 عامًا من البطالة. كما أن انهيار قيمة العملة الوطنية أدى إلى انخفاض قيمة المدخرات والمعاشات التقاعدية، مما دفع العديد من المواطنين إلى اللجوء إلى شراء الذهب كملاذ آمن.

إغلاق شامل بسبب نقص الطاقة

في الأسبوع الماضي، شهدت إيران إغلاقًا عامًا شمل 29 محافظة من أصل 31 بسبب النقص الحاد في الوقود لمحطات الطاقة، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة. وأدى ذلك إلى توقف النظام التعليمي، وتعطيل الوزارات الحكومية، والخدمات البلدية، وحتى القضاء. كما وردت تقارير عن حالات وفاة بسبب البرد القارس في المناطق الشمالية من البلاد.

تشديد العقوبات وضغوط واشنطن

لم تقتصر العقوبات الأخيرة على قطاع النفط فقط، بل شملت أيضًا الشركات البحرية التي تساعد إيران في التحايل على العقوبات، بالإضافة إلى الشركات المالية المرتبطة بهذه الأنشطة. ووفقًا للصحيفة، تهدف واشنطن إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار الاقتصاد الإيراني إذا تم تحقيقه بشكل كامل.

التغير في الموقف الأوروبي

تشير “يسرائيل هيوم” إلى أن السياسة الأوروبية تجاه إيران قد شهدت تحولًا كبيرًا، حيث تراجعت العديد من الدول الأوروبية عن دعمها لطهران بسبب مساعدتها لروسيا في حرب أوكرانيا. كما بدأت الشركات الأوروبية الكبرى في قطع علاقاتها التجارية مع إيران، مما زاد من عزلة النظام الإيراني اقتصاديًا.

أزمة الطاقة وانهيار القطاع الصناعي

تفاقمت أزمة الطاقة في إيران بشكل غير مسبوق، حيث تسببت في تعطل العديد من المصانع والشركات بسبب نقص إمدادات الكهرباء والغاز. وأدى ذلك إلى ارتفاع معدلات البطالة وإغلاق نصف مصانع الأسمنت في البلاد، مما يهدد بانهيار شامل للقطاع الصناعي.

مستقبل النظام تحت الضغط

على الرغم من الضغوط الاقتصادية الهائلة، يعتقد الدكتور راز زيميت، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن المرشد الإيراني علي خامنئي لن يغير سياسة التحدي طالما أنه لا يشعر بوجود تهديد حقيقي على النظام. ويؤكد زيميت أن قوات الأمن الإيرانية لا تزال موالية للنظام، وتقمع الاحتجاجات بالقوة، مما يمنع حدوث تحالف واسع بين مختلف فئات المجتمع ضد الحكومة.

هل تلوح في الأفق موجة احتجاجات جديدة؟

يرى زيميت أن اندلاع موجة احتجاجات جديدة في إيران ليس سوى مسألة وقت، حيث يعاني المواطنون من أوضاع معيشية متدهورة ولم يعد لديهم ما يخسرونه. ويشير إلى أن الشرارة قد تأتي من أي حدث مفاجئ، كما حدث في قضية مقتل الشابة مهسا أميني قبل عامين، والتي أشعلت احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى