Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

واشنطن تصعّد ضد الحوثيين.. رسالة تحذير لإيران أم بداية لحرب أوسع؟

شنت الولايات المتحدة عملية عسكرية واسعة ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن مساء السبت، في تطور قد يحمل تداعيات استراتيجية على مستوى المنطقة.

وتأتي هذه الضربات في أعقاب الهجمات الحوثية المستمرة على حركة الملاحة في البحر الأحمر، مما دفع واشنطن إلى تبني نهج عسكري أكثر حزماً.

ووفقًا لمصادر ميدانية لـ”صحيفة الشرق الأوسط”، استهدفت الغارات الأميركية خمس محافظات يمنية، من بينها صعدة وذمار وحجة والبيضاء وصنعاء، حيث تركزت الضربات على معسكرات ومواقع حيوية تابعة للجماعة المسلحة.

خسائر بشرية ومواقع مستهدفة

أفادت وسائل إعلام حوثية أن عدد القتلى جراء القصف على حي الجراف في صنعاء ارتفع إلى 13 شخصًا، بينما قُتل 4 أشخاص وأصيب 10 آخرون، بينهم نساء وأطفال، في الغارات على منطقة قحزة بمحافظة حجة.

كما تم تسجيل سقوط قتيل وجريح في مديرية ساقين بمحافظة صعدة.

وأفادت مصادر “العربية/الحدث” أن القصف استهدف أيضًا معسكر قيادة الشرطة العسكرية في ذمار، ومقر المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في صنعاء، ما يشير إلى استهداف مباشر للبنية القيادية للجماعة.

هل هي بداية لحرب مفتوحة؟

التصعيد الأميركي جاء متزامنًا مع تصريحات نارية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف الضربات بأنها “عمل عسكري حاسم وقوي” يهدف إلى وقف تهديد الحوثيين لحركة الشحن الدولية.

لكن الأهم هو ما كشفه مسؤول أميركي لصحيفة “نيويورك تايمز”، حيث وصف الضربات بأنها “أهم عمل عسكري في ولاية ترامب الجديدة”، معتبرًا أنها “رسالة تحذير مباشرة إلى إيران”، التي يُتهم الحوثيون بتلقي دعم عسكري منها.

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس تغيرًا في الاستراتيجية الأميركية تجاه الحوثيين، حيث لم تعد واشنطن تكتفي بالضربات المحدودة بل بدأت في تنفيذ عمليات أوسع نطاقًا قد تشكل بداية لحملة عسكرية أطول ضد الجماعة.

أهداف العملية العسكرية

وبحسب مصادر أميركية، فإن الهدف الرئيسي للضربات هو تأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث كثّف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية، مدّعين أن بعض هذه السفن مرتبطة بإسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة يوم 7 أكتوبر 2023، تبنى الحوثيون استراتيجية جديدة تستهدف إسرائيل بشكل غير مباشر عبر الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى استهداف السفن في الممرات البحرية الحيوية.

لكن الضربات الأميركية الأخيرة تشير إلى تحول كبير في أسلوب الرد، حيث لم تعد واشنطن تكتفي بإجراءات دفاعية لحماية السفن، بل بدأت باستهداف القيادات والمنشآت الحوثية بشكل مباشر، في خطوة قد تدفع الحوثيين إلى مزيد من التصعيد.

ماذا بعد؟

السيناريوهات المحتملة لهذا التصعيد تبقى مفتوحة على عدة احتمالات:

  1. تصعيد محدود: قد تكتفي واشنطن بهذه الضربات كرسالة ردع للحوثيين وإيران دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
  2. حملة عسكرية ممتدة: إذا استمرت الهجمات الحوثية على السفن أو زادت وتيرة الرد الإيراني عبر الجماعات الحليفة في المنطقة، فقد نشهد سلسلة ضربات أميركية موسعة.
  3. توسيع رقعة الصراع: في حال رد الحوثيون بضربات أقوى على القواعد الأميركية أو على أهداف خليجية، فقد يؤدي ذلك إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع يشمل إيران مباشرة.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة جديدة من التوتر، حيث تبقى إمكانية الانفجار الشامل قائمة إذا خرجت المواجهة عن السيطرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى