Podcast Icon
سياسة

إيران تراقب إدارة ترامب الجديدة.. هل تلوح بوادر انفراجة دبلوماسية؟

تشير التحليلات إلى أن إيران تتابع عن كثب توجهات الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، في ظل مخاوف من عودة سياسة الضغط الأقصى التي تبنتها واشنطن في فترته الرئاسية الأولى. ورغم هذه الهواجس، يبدو أن طهران ترى فرصة سانحة للتواصل الدبلوماسي ومحاولة تهدئة التوترات مع الولايات المتحدة، وفقًا لما جاء في تحليل نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”.

إشارات متباينة من إيران حول التواصل مع واشنطن
تطرقت الصحيفة الإسرائيلية إلى ما نشرته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية في 29 يناير (كانون الثاني)، حيث نقلت عن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أنه “لم يتم إرسال أو تلقي أي رسائل محددة بين إيران والولايات المتحدة”، وأن ما يتم تداوله مجرد تكهنات إعلامية.

ورغم هذا النفي الرسمي، ترى الصحيفة أن الإعلام الإيراني سبق أن لمح إلى إمكانية انفتاح ترامب على مسار دبلوماسي مع طهران. ويشير هذا التضارب إلى عدم وضوح الموقف الإيراني، أو ربما محاولة جس نبض إدارة ترامب الجديدة قبل اتخاذ أي خطوات ملموسة.

رغبة إيرانية في استعادة الثقة رغم الأزمات السابقة
بحسب “جيروزاليم بوست”، فإن تصريحات عراقجي تحمل إشارات إلى رغبة إيران في التواصل، لكنه أكد أن “الثقة بين طهران وواشنطن تضررت بشكل كبير”، مشددًا على أن إعادة بناء هذه الثقة لن يكون سهلًا ويتطلب سياسة واضحة من الجانب الأميركي.

كما تطرق عراقجي إلى الاتفاق النووي لعام 2015، والذي انسحبت منه إدارة ترامب عام 2018، مما دفع إيران إلى تجاوز القيود النووية تدريجيًا، وصولًا إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة. ويبدو أن إيران تنتظر خطوات أميركية ملموسة قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة بشأن مستقبل المفاوضات النووية.

إيران تنتظر سياسة أميركية واضحة
ألقت الصحيفة الضوء على الجمود الذي أصاب محادثات إحياء الاتفاق النووي خلال إدارة بايدن، حيث توقفت المفاوضات عام 2023 بسبب الخلافات حول آليات رفع العقوبات. ووفقًا لعراقجي، فإن “انعدام الثقة لا يمكن حله بسهولة عبر كلمات لطيفة”، مما يعكس موقفًا إيرانيًا حذرًا تجاه إدارة ترامب الجديدة.

رسائل غامضة وتحركات غير واضحة
في تحليل آخر، أشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن “ترامب قد يبعث بإشارات إلى إيران تفيد بأنه مستعد للتعامل معها دبلوماسيًا”. واعتبرت “جيروزاليم بوست” أن هذه “رسالة مهمة”، لكنها طرحت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات تعكس تحولًا حقيقيًا في الاستراتيجية الإيرانية، أم أنها مجرد مناورة سياسية لاختبار نوايا واشنطن.

ترقب إيراني لمواقف إدارة ترامب الجديدة
تؤكد التقارير الإيرانية أن طهران تراقب عن كثب السياسات الأميركية الجديدة، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام المحادثات والمفاوضات، لكن دون تقديم تنازلات واضحة حتى الآن. وفي ظل عدم وجود سياسة أميركية واضحة تجاه إيران، يبدو أن الملف النووي والعلاقات الأميركية-الإيرانية سيبقيان في دائرة التوتر والترقب، في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة من تحولات على الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى