Podcast Icon
سياسة

هدنة هشة أم انفجار وشيك؟ مشهد معقد بين غزة ولبنان

مع اقتراب مواعيد حاسمة في غزة ولبنان، طرحت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تساؤلات حول مستقبل الهدنة بين الأطراف المتصارعة: هل ستستمر الإجراءات نحو إنهاء الحرب، أم أن المنطقة على شفا انفجار جديد قد يعيدها إلى دوامة الصراع؟

لبنان: مأزق الانسحاب وشبح العودة
تناولت الصحيفة ملف وقف إطلاق النار في لبنان، مشيرة إلى أن المهلة المحددة للجيش الإسرائيلي للانسحاب من جنوب لبنان، والتي تبلغ 60 يومًا، توشك على الانتهاء. ومع ذلك، كشفت تسريبات عن احتمال تأجيل الانسحاب الكامل، حيث طلب الجيش الإسرائيلي تمديد المهلة لمدة 30 يومًا إضافية لضمان القضاء على تهديدات حزب الله وتأمين الحدود.

وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحصول على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتفاظ بخمس مواقع عسكرية في لبنان. وعلى الرغم من أن ترامب قد لا يعترض نظريًا على تجاوز إسرائيل لبعض الاتفاقيات، إلا أن أي تصعيد من حزب الله قد يثير غضبه ويضع نتنياهو في موقف حرج.

تساءلت الصحيفة عن قدرة إسرائيل على منع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان بعد الانسحاب، خاصة في ظل تردد الجيش اللبناني في مواجهة الحزب بشكل مباشر. كما ناقشت مدى استعداد الجيش الإسرائيلي لشن ضربات جوية تستهدف الحزب إذا عاد تدريجيًا وبطرق مموهة، الأمر الذي قد يتسبب في تصعيد واسع يشمل المدنيين والجيش اللبناني.

غزة: بين التفاهمات والتحديات
في قطاع غزة، سلطت الصحيفة الضوء على مفاوضات مرتقبة بين الجيش الإسرائيلي وحماس تهدف إلى جعل وقف إطلاق النار الحالي لمدة 42 يوما دائما.
وأوضحت أن إسرائيل ستنسحب من مستوطنة نتساريم في جنوب غزة، وستتولى السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح الحدودي مع مصر، وهي خطوة وصفتها الصحيفة بأنها مثيرة للجدل.

طرحت الصحيفة تساؤلات حول مستقبل غزة بعد عودة مليون فلسطيني إلى شمال القطاع. هل ستتمكن إسرائيل من منع حماس من استعادة السيطرة الكاملة؟ وهل ستسمح للسلطة الفلسطينية بتوسيع نفوذها هناك في ظل توافق محتمل بين حماس والدول المانحة؟

أشارت الصحيفة إلى أن حماس، من جانبها، بدأت بإعادة الرهائن كإشارة إلى رغبتها في استمرار وقف إطلاق النار، بينما يضغط أطراف في اليمين الإسرائيلي، مثل بتسلئيل سموتريتش، للعودة إلى الحرب.

نتنياهو بين المطرقة والسندان
يرى المحللون أن نتنياهو يواجه مأزقًا سياسيًا وعسكريًا حرجًا. فمن ناحية، يسعى لتأمين حدود إسرائيل وضمان الدعم الأمريكي، ومن ناحية أخرى، يواجه ضغوطًا داخلية من اليمين المتشدد لإعادة إشعال الصراع.

أوضحت الصحيفة أن تصريحات إسرائيلية مكثفة في الأيام الأخيرة بشأن اكتشاف أسلحة جديدة لحزب الله على الحدود تعكس محاولة إسرائيلية لإبقاء ملف لبنان في دائرة الاهتمام الدولي، ولتعزيز موقف نتانياهو في المطالبة بتمديد وجود الجيش الإسرائيلي هناك.

أسابيع حاسمة وأفق غامض
اختتمت الصحيفة تحليلها بالتأكيد على أن المشهد على الجبهتين اللبنانية والغزاوية يحمل الكثير من التعقيد. إذ أن القضايا التي أُجلت لأكثر من 15 شهرًا عادت لتطفو على السطح. وأشارت إلى أن الأيام والأسابيع المقبلة قد تشهد تطورات متفجرة تعيد رسم المشهد الإقليمي، سواء باتجاه التهدئة أو التصعيد.

هل يستطيع نتنياهو الموازنة بين الضغوط الداخلية والخارجية؟ وهل سيتمكن من تجنب انفجار الوضع مجددًا على جبهتين حساسيتين؟ الأيام المقبلة تحمل الإجابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى