Podcast Icon
سياسة

القضية الفلسطينية بين تطلعات السلام وتحديات التطرف الإسرائيلي: هل تصنع إدارة ترامب الفارق؟

بينما تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستعادة موقعها المؤثر على الساحة الدولية، تبقى القضية الفلسطينية المحور الأساسي لأي حل شامل ومستدام في منطقة الشرق الأوسط. ورغم المبادرات السابقة لتعزيز التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، يرى محللون أن تحقيق سلام حقيقي لا يمكن أن يتم دون معالجة جوهر القضية الفلسطينية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

الحاجة لتمكين الدولة الفلسطينية
صرح أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي، في حديثه لبرنامج التاسعة على قناة “سكاي نيوز عربية”، قائلاً: “لا يمكن الوصول إلى سلام حقيقي ومستدام دون تمكين الدولة الفلسطينية من بسط نفوذها الكامل على أراضيها”. وأشار إلى أن التعامل مع جهات غير ممثلة للدولة الفلسطينية يكرّس حالة الانقسام ويُضعف أي مبادرات دولية جادة.

ودعا الشهري إلى جهد دولي موحد لتعزيز قوة السلطة الفلسطينية، مؤكداً أنها يجب أن تكون الطرف الأساسي في أي مفاوضات مستقبلية، محذراً من أن تهميش دورها يؤدي إلى تعقيد الأزمة بدلاً من حلها.

تطبيع العلاقات وأثره على الملف الفلسطيني
خلال فترته الرئاسية الأولى، روّج ترامب لفكرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، معرباً عن أمله في انضمام السعودية إلى هذا المسار. الكاتب الأميركي توماس فريدمان اعتبر أن إشراك السعودية وإسرائيل في تحالف يقوده ترامب قد يكون خطوة مفصلية لإعادة تشكيل المنطقة.

لكن الشهري أكد أن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تجعل تحقيق أي اختراق دبلوماسي أمراً شبه مستحيل. “استمرار الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية يُعرّض محاولات السلام للخطر ويغلق أي أفق لحل الدولتين”، أضاف الشهري.

التحديات أمام حل الدولتين
رغم تصريحات ترامب عن انفتاحه على حل الدولتين، تواجه هذه الفكرة عقبات كبيرة على أرض الواقع. فالسياسات الإسرائيلية المتطرفة، بما في ذلك توسيع المستوطنات وشن عمليات عسكرية مستمرة، تضع السلطة الفلسطينية في موقف صعب وتُفقد المفاوضات أي مصداقية.

أشار الشهري إلى أن استمرار تجاهل حقوق الفلسطينيين سيُبقي المنطقة في حالة من الفوضى والصراع الدائم. كما أكد أن التفاهم الحقيقي يتطلب إرادة دولية وأميركية للضغط على إسرائيل لقبول حل عادل ودائم.

دور الولايات المتحدة كوسيط
يرى مراقبون أن إدارة ترامب قد تكون فرصة لتحقيق تقدم ملموس في الملف الفلسطيني، لكنها تحتاج إلى تغيير نهجها. “الولايات المتحدة يجب أن تتبنى دوراً أكثر حيادية لتحقيق توازن في المحادثات. استمرار انحيازها لإسرائيل يُفقدها مصداقيتها كوسيط نزيه”، أضاف الشهري.

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الأميركي السابق أنتوني بلينكن قائلاً: “القضاء على حماس لن يكون ممكناً دون توفير أفق سياسي موثوق للفلسطينيين. غياب هذا الأفق وصفة لحرب دائمة في المنطقة”.

التصعيد الإسرائيلي وآثاره
رغم التهدئة الهشة التي تشهدها غزة بعد جولة تصعيد أخيرة، تعيش الضفة الغربية توتراً مستمراً بفعل سياسات إسرائيلية متشددة. أطلقت حكومة نتنياهو عملية عسكرية بعنوان “الجدار الحديدي”، ما أسفر عن سقوط عشرات الفلسطينيين بين قتلى وجرحى.

وحذر الشهري من أن هذه السياسات تزيد الوضع تعقيداً، قائلاً: “استمرار الاستيطان والاعتداءات على الفلسطينيين يغلق الأبواب أمام أي مبادرات للحل ويعمّق الانقسام”.

الطريق إلى الحل
ختاماً، يشير الخبراء إلى أن أي تقدم في القضية الفلسطينية يتطلب التزاماً دولياً واضحاً بالضغط على إسرائيل لوقف سياساتها المتطرفة، إلى جانب تعزيز دور السلطة الفلسطينية كطرف شرعي في أي مفاوضات. فبدون ذلك، ستبقى المنطقة رهينة التوتر والصراع، وستظل فرص السلام بعيدة المنال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى