Podcast Icon
سياسة

إسرائيل وتركيا على حافة الصراع في لعبة جيوسياسية خطرة

تناول ميشال والش، الباحث في جامعة بيركلي بكاليفورنيا، التوترات المتزايدة بين إسرائيل وتركيا في إطار التحولات الجيوسياسية بالشرق الأوسط. في مقاله بموقع “آسيا تايمز”، استعرض التحديات الاستراتيجية التي تواجه البلدين، مشيراً إلى المخاطر المحتملة للصراع بينهما وتأثير ذلك على حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاستقرار الإقليمي والعالمي.

هل يتجه التصعيد نحو المواجهة؟
بدأ والش تحليله بنموذج وضعته مؤسسة “لجنة ناجل” الفكرية لتقييم احتمالية نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وتركيا، ما دفع لإثارة دعوات داخل إسرائيل للاستعداد لاحتمال الحرب. وأكد أن على بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، أن يوازن بين مخاطر التصعيد وبين النتائج طويلة الأمد للتوسع التركي غير المقيّد على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

التوسع التركي وأثره الإقليمي
أوضح والش أن تركيا استغلت سقوط النظام السوري لتعزيز نفوذها واستهداف القوات الكردية المدعومة أمريكيًا في شمال شرق سوريا، والتي تراها تهديدًا لوحدة أراضيها. هذه السياسة التركية، وفق الكاتب، لا تقتصر على سوريا فقط، بل تمتد لتشكل تهديدًا لتماسك حلف الناتو، حيث أظهرت أنقرة مرارًا تباعدًا عن أولويات الحلف وتوترات مع حلفائها.

التوتر مع واشنطن وحلف الناتو
سلط الكاتب الضوء على الحادثة غير المسبوقة عندما أسقطت القوات الأمريكية طائرة دون طيار تركية بالقرب من مواقع أمريكية في سوريا. ورغم عدم تعليق عضوية تركيا في الناتو، أثارت الواقعة مناقشات داخل الحلف حول موقف أنقرة وسلوكها العدواني.

إسرائيل بين التعقيدات الجيوسياسية
أكد والش أن إسرائيل تجد نفسها عالقة بين مخاوفها الأمنية وديناميكيات حلف الناتو الأوسع. مع تصاعد النفوذ التركي، يزداد تعقيد الموقف الإسرائيلي، خاصة مع احتمالية صعود نظام مؤيد للإسلاميين في دمشق. قد يؤدي هذا السيناريو إلى خلق مجال نفوذ تركي جديد على حدود إسرائيل، وهو ما تعتبره تل أبيب خطرًا استراتيجيًا.

دور الأكراد وإسرائيل
رأى الكاتب أن القوات الكردية في سوريا، التي تواجه تهديدًا وجوديًا من تركيا، قد تجد في إسرائيل حليفًا لدعمها. اقترح والش أن تقدم إسرائيل دعمًا للأكراد لتوسيع أراضيهم وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط، ما يمنحهم منفذًا استراتيجيًا ويخلق منطقة عازلة بين تركيا وسوريا. ومع ذلك، فإن هذا التحرك يحمل مخاطر كبيرة، بما في ذلك احتمالية مواجهة عسكرية مباشرة بين القوات الإسرائيلية والتركية.

سيناريوهات الصراع المحتمل
استعرض والش سيناريوهين رئيسيين:
هجوم إسرائيلي على تركيا: قد تدفع تركيا نحو تفعيل المادة الخامسة من الناتو، التي تلزم الحلف بالدفاع عن أعضائه. لكن من المستبعد أن يشارك معظم أعضاء الناتو في مواجهة ضد إسرائيل، الحليف الأساسي للولايات المتحدة.
هجوم تركي على إسرائيل: من المحتمل أن تحظى إسرائيل بدعم قوي من الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات ودفع الناتو لتعليق عضوية تركيا أو حتى طردها من الحلف.

خلاصة التوترات
أكد والش أن أفعال تركيا العدوانية تعزز عزلتها الدولية وتثير تساؤلات حول التزامها بحلف الناتو. كما حذر من أن عدم إدارة هذه التوترات بفعالية سيقوض مصداقية الناتو واستقراره.

عقبات أمام أردوغان
خلص الكاتب إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه تحديات عدة في تحقيق طموحاته الإقليمية. فمن المستبعد أن يدعم الناتو تركيا في صراع مع إسرائيل، وهناك زخم داخل الحلف لتعليق عضويتها، خاصة إذا تصاعدت التوترات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل سيزيد من عزلة تركيا على الساحة الدولية.

استنتاج
رأى الكاتب أن الصراع المحتمل بين إسرائيل وتركيا ليس مجرد مواجهة ثنائية، بل يحمل تداعيات أوسع قد تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة وتضعف تحالفات تاريخية كحلف الناتو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى