Podcast Icon
سياسة

هل يشعل الحوثيون فتيل الحرب من جديد؟

في ظل تعقيد المشهد اليمني وتأثيراته الإقليمية، تبرز مخاوف متزايدة من عودة التصعيد العسكري في اليمن، مدفوعة بحراك جماعة الحوثي على المستويين الداخلي والخارجي. الباحثة الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون اليمنية، أنيبال نيسيم لوفتون، ألقت الضوء على هذه المخاوف في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، مؤكدة أن الحوثيين قد يكونون بصدد إعادة إشعال فتيل الحرب، مما ينذر بتصعيد قد يتجاوز حدود اليمن ليؤثر على الأمن الإقليمي.

خلفية النزاع اليمني وأبعاده الإقليمية
منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، تحولت البلاد إلى ساحة صراع إقليمي، حيث تدعم إيران جماعة الحوثي، بينما تقود السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الحكومة الشرعية. ومع توقيع اتفاق الهدنة في 2022 وتجدد المساعي السياسية للسلام، بدا أن الأمل في استقرار الأوضاع يلوح في الأفق. إلا أن الحراك الأخير للحوثيين، وفقًا لتحليلات لوفتون، قد يقلب الموازين مجددًا.

العلاقة بين الحوثيين وإيران: تحالف معقد
وصفت لوفتون العلاقة بين الحوثيين وإيران بأنها أكثر تعقيدًا من علاقة طهران بحزب الله أو الميليشيات العراقية. وأوضحت أن “الحوثيون يعتمدون بشكل كبير على إيران في مجالات الأسلحة والاستخبارات والتوجيه، لكنهم يحتفظون باستقلالية كبيرة في عملياتهم. أي خطوة يتخذونها تخدم أولاً مصالحهم الخاصة، حتى لو كانت تتماشى مع المصالح الإيرانية.”، وأضافت: “من المهم فهم هذا التحالف بعمق أكبر، لأنه ليس نسخًا مكررًا من النماذج الإيرانية الأخرى.”

إسرائيل والحوثيون: مواجهة غير مألوفة
في سياق التهديدات الإسرائيلية الأخيرة باستهداف قادة الحوثيين، أكدت لوفتون أن الوضع مع الحوثيين يختلف عن المواجهات مع حزب الله وحماس، مشيرة إلى أن التحديات الاستخباراتية والمسافة الجغرافية تجعل الأمر أكثر تعقيدًا. وقالت:
“تعرف الإسرائيليون على الحوثيين والوضع في اليمن بشكل أوسع خلال العام الماضي فقط. لذلك، إذا قررت إسرائيل اتخاذ سياسة هجومية، فمن المؤكد أن الحوثيين سيردون بخطوات تصعيدية.”

تحركات الحوثيين وتجدد الحرب
بحسب لوفتون، فإن جماعة الحوثي أظهرت مؤشرات على إعادة التنظيم منذ أغسطس أو سبتمبر الماضي، مما يشير إلى نوايا محتملة لتجديد الحرب. وأضافت: “مع استمرار التحالفات الإقليمية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، يبدو أن الحوثيين قد يكونون مستعدين لتصعيد الموقف، وهو أمر مقلق للغاية.”، وأردفت: “أخشى أن يكون الحوثيون بصدد إشعال الحرب من جديد، مما سيؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة بأكملها.”

الأمن الإسرائيلي أمام التهديد الحوثي
اختتمت لوفتون حديثها بتأكيد أهمية إعادة تقييم الاستراتيجيات الأمنية في مواجهة التهديد الحوثي، مشيرة إلى أن “الحكومة الإسرائيلية، مثل أي حكومة أخرى، ملزمة بحماية مواطنيها. ومع ذلك، فإن الردود التقليدية لم تحقق الهدف المرجو، وقد يكون الوقت قد حان للتفكير في حلول أكثر إبداعية وفعالية.”

المشهد اليمني: خيارات محدودة وآفاق غامضة
في ظل هذه التحليلات، يظل المشهد اليمني معقدًا ومفتوحًا على كافة الاحتمالات. فمع استمرار تصعيد الحوثيين وتحالفهم الوثيق مع إيران، قد يجد اليمن نفسه أمام موجة جديدة من الحرب، ما لم تتخذ القوى الإقليمية والدولية خطوات جادة نحو تحقيق تسوية سياسية شاملة ومستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى