
قال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة رويترز إن المفاوضين من إسرائيل وحماس توصلوا الأربعاء، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة، التي استمرت 15 شهراً وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وأثارت التوترات في الشرق الأوسط.
ويتضمن الاتفاق، الذي لم يُعلن رسمياً بعد، مرحلة أولى لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، تشمل انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة وتبادل للرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة بوساطة وسطاء مصريين وقطريين، وبمساندة من الولايات المتحدة، قبيل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير.
وأعلنت حماس، الجماعة الفلسطينية المهيمنة في غزة، أنها وافقت شفهياً على اقتراح وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، وأنها سلمت الوسطاء موافقتها على الاتفاق. من جهته، قال مسؤول فلسطيني لرويترز إن حماس تنتظر مزيداً من التفاصيل قبل منح الموافقة الخطية النهائية.
تفاصيل الاتفاق:
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن زيارته لأوروبا ستقتصر على فترة قصيرة، حيث سيعود إلى إسرائيل مساءً للمشاركة في تصويت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، ومن المتوقع أن يكون التصويت في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وأرسل الوسطاء القطريون إلى إسرائيل وحماس مسودة اتفاق لوقف القتال في غزة وتبادل الرهائن مع أسرى فلسطينيين كخطوة أولى نحو إنهاء الحرب. رغم وجود تقدم في المفاوضات، أكد المسؤولون أنه لا يزال يتعين الاتفاق على بعض التفاصيل حول تنفيذ وقف إطلاق النار.
النقاط الرئيسية في المسودة:
1 – عودة الرهائن:
في المرحلة الأولى، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة، بينهم أطفال ونساء، بما في ذلك المجندات، إضافة إلى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً والجرحى والمرضى. ويتوقع المسؤول الإسرائيلي أن معظمهم لا يزالون على قيد الحياة، رغم أنه لم يتم تلقي تأكيد رسمي من حماس.
في المرحلة الثانية؛ بعد حوالي 16 يوماً من بدء تنفيذ الاتفاق، ستبدأ المفاوضات على المرحلة الثانية، التي تهدف إلى ضمان إعادة باقي الرهائن الأحياء، بما في ذلك الجنود الذكور والمدنيين الأصغر سناً، بالإضافة إلى إعادة جثث الرهائن القتلى.
2 – إطلاق سراح السجناء:
في مقابل الرهائن، ستفرج إسرائيل عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك بعض المحكوم عليهم بأحكام طويلة بسبب هجمات مميتة. تشير التوقعات إلى أن العدد سيكون “عدة مئات”، وقد يصل إلى أكثر من 1000 سجين، حسب المسؤول الفلسطيني. لن يتم الإفراج عن أي شخص أدين بالقتل أو الهجمات المميتة، خاصة في الضفة الغربية.
3 – انسحاب القوات:
إسرائيل لن تسحب قواتها بالكامل حتى يتم إعادة جميع الرهائن، لكن سيتم تنفيذ انسحاب تدريجي مع بقاء القوات الإسرائيلية على الحدود للدفاع عن البلدات والقرى الحدودية. كما سيتم اتخاذ ترتيبات أمنية في ممر فيلادلفي الواقع على الحدود مع مصر، مع انسحاب تدريجي من أجزاء معينة.
4 – المساعدات الإنسانية:
سيتم زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير، حيث تواجه المنطقة أزمة إنسانية حادة، مع تزايد النهب من قبل العصابات الإجرامية. سيسمح الاتفاق بدخول مساعدات إضافية إلى القطاع، لكن هناك خلافات حول حجم المساعدات التي ستصل إلى السكان.
مستقبل حكم غزة:
لا يزال من غير الواضح من سيدير قطاع غزة بعد الحرب. بينما رفضت إسرائيل فكرة ترك حماس في السلطة بعد الحرب، فهي أيضا ترفض فكرة أن تدير السلطة الفلسطينية، التي أنشئت بموجب اتفاقيات أوسلو، القطاع. ومع ذلك، كانت هناك نقاشات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة حول إمكانية إقامة إدارة مؤقتة لغزة حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة.
وكانت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بدأت بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص من الجنود والمدنيين الإسرائيليين، واختطاف أكثر من 250 رهينة. وفي المقابل، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، مما ترك القطاع في حالة من الدمار الشامل.
ومع اقتراب موعد تنصيب ترامب، الذي كرر دعوته إلى إبرام صفقة سريعة، حذر من أن هناك “جحيمًا يجب دفعه” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن. ساهم مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مع فريق الرئيس بايدن، في دفع المفاوضات قدماً.
من ناحية أخرى، فإن استعادة الرهائن قد تخفف من الغضب الشعبي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية بعد الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل في أكتوبر.
وتمدد الصراع ليشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط، حيث هاجم وكلاء مدعومون من إيران إسرائيل في لبنان والعراق واليمن تضامناً مع الفلسطينيين. ورغم قتل إسرائيل لعدد من كبار قادة حماس وحزب الله في سلسلة اغتيالات، فقد تمكنت حماس من الحفاظ على يدها العليا في بعض الجبهات.