Podcast Icon
سياسة

إعفاءات العقوبات على سوريا: خطوة نحو الانفراج أم تكتيك مؤقت؟

نشر موقع سكاي نيوز عربية تقريرًا حول الإعفاءات المؤقتة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة بشأن بعض العقوبات المفروضة على سوريا. هذه الخطوة، التي أثارت جدلاً واسعًا، تهدف إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية والإنسانية على السوريين، مع الحفاظ على أدوات الضغط لتحقيق إصلاحات سياسية.

تفاصيل الإعفاءات
أوضحت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان لها، أن الإعفاءات تشمل معاملات محددة مع المؤسسات الحكومية في سوريا، بما في ذلك قطاعات الطاقة والتحويلات الشخصية. وتتيح هذه الإجراءات تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه، التي تعاني البلاد من نقص حاد فيها، على أن تمتد الإعفاءات حتى يوليو المقبل.

تأثير الإعفاءات على الواقع السوري
في حديثه لـسكاي نيوز عربية، قال الخبير الاقتصادي السوري الدكتور عماد الدين المصبح، أستاذ الاقتصاد في كليات الشرق العربي: “الإعفاءات تمثل بارقة أمل لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية، لكنها لا تعني بالضرورة نهاية العقوبات بشكل كامل”. وأشار إلى أن الخطوة تُظهر تحولاً في الاستراتيجية الأميركية تجاه سوريا، خاصة في ظل التغيرات السياسية بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وأضاف المصبح أن الإعفاءات تشمل معاملات تدعم قطاع الطاقة والاحتياجات الإنسانية، لكنها في الوقت ذاته تعكس محاولة لموازنة الضغوط السياسية مع تسهيل المساعدات الإنسانية، مما يتيح للإدارة الجديدة مساحة للعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للسوريين.

أبعاد سياسية واقتصادية
من جانبه، أوضح الدكتور نضال الشعار، وزير الاقتصاد السوري السابق، في حديثه لـسكاي نيوز عربية: “الإعفاءات المؤقتة قد تكون خطوة أولى نحو رفع كامل للعقوبات إذا أثبتت الإدارة الجديدة التزامها بالإصلاحات المطلوبة”. وأضاف أن هذه الخطوة ستعزز التعاون مع دول الجوار، مثل تركيا ولبنان والأردن، مما قد يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد السوري عبر التجارة والاستثمارات الخارجية.

وأشار الشعار إلى أن السماح بتحويلات مالية لأغراض إنسانية وإغاثية يمكن أن يخفف من الضغوط على المواطنين السوريين، سواء في الداخل أو الخارج، مما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي تدريجيًا.

أمل مشروط
ورغم أن الإعفاءات تمثل نافذة أمل، إلا أن رفع العقوبات الكامل لا يزال بعيدًا. فقد أكدت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات الأساسية على شخصيات وجهات سورية محددة ستظل قائمة، وأن أي تقدم نحو رفع شامل للعقوبات سيعتمد على مدى التزام الإدارة الجديدة بمعايير حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.

يرى مراقبون أن تخفيف العقوبات يمثل خطوة إيجابية نحو التخفيف من معاناة السوريين، لكنه يبقى مشروطًا بالتطورات السياسية والإصلاحات المرتقبة. ومع استمرار الأزمة الاقتصادية في البلاد، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن هذه الإعفاءات من تحقيق انفراجة حقيقية، أم أنها مجرد خطوة تكتيكية مؤقتة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى