Podcast Icon
سياسة

نارٌ تحت الرماد.. هل يبني حزب الله “ضاحية جنوبية” أخرى في سوريا؟

كشفت “اندبندنت عربية” تفاصيل جديدة عن التصعيد الخطير الذي شهدته الحدود اللبنانية – السورية، بعد اتهام وزارة الدفاع السورية لمسلحين من “حزب الله” بعبور الحدود إلى ريف حمص وقتل ثلاثة من أفراد الجيش السوري.

بداية التوتر: كمين وتصعيد عسكري

أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن مجموعة من عناصر حزب الله نصبت كمينًا لجنود سوريين، واختطفتهم إلى الأراضي اللبنانية قبل تصفيتهم. ووصفت وزارة الدفاع السورية الحادثة بأنها “تصعيد خطير”، متوعدة باتخاذ إجراءات رادعة.

بالمقابل، نفى “حزب الله” في بيان رسمي علاقته بالواقعة، مؤكدًا: “لا علاقة للحزب بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية”. لكن التوتر تصاعد سريعًا مع رد القوات السورية بقصف بلدات لبنانية حدودية، ما تسبب بنزوح سكان بلدة القصر اللبنانية. ورد الجيش اللبناني بإرسال تعزيزات وإغلاق معابر غير شرعية لضبط الأمن.

اشتباكات ميدانية: سيطرة وطرد حزب الله

أفادت “اندبندنت عربية” أن القوات السورية، وتحديدًا الفرقة 52، اشتبكت مع عناصر حزب الله على الحدود، ما أدى إلى طرد مقاتلي الحزب من قرية حوش السيد علي السورية، التي كانت تُعد معقلًا للحزب. وأوضحت مصادر عسكرية سورية أن القرية تحولت إلى “وكر لتهريب الأسلحة والمخدرات”.

حزب الله: انتشار استراتيجي أم تغيير قواعد اللعبة؟

رغم نفي الحزب تورطه، أكدت دراسات صادرة عن مركز “جسور” للدراسات أن حزب الله ما زال يحتفظ بأكثر من 117 موقعًا حيويًا داخل سوريا، تتوزع بين دمشق وحمص ودرعا وإدلب ودير الزور، وصولًا إلى المناطق الحدودية مع لبنان.

ووفق الباحث في المركز وائل علوان، فإن “نفوذ حزب الله في سوريا يواجه تهديدًا غير مسبوق، خاصة مع تزايد العمليات الإسرائيلية والضغوط الإقليمية”. وأضاف أن الحزب يعتمد بشكل كبير على دعم الميليشيات الإيرانية في مناطق مثل حلب وإدلب والساحل السوري.

القصير: “ضاحية جنوبية ثانية”؟

كشف رئيس اتحاد العشائر العربية في لبنان، الشيخ جاسم العسكر، أن حزب الله عمل على تحويل منطقة القصير السورية إلى “ضاحية جنوبية ثانية”، حيث شجع أنصاره على شراء عقارات وبناء نفوذ اقتصادي يمتد إلى حمص.

فتنة طائفية أم صراع نفوذ؟

يرى الإعلامي والمحلل السياسي فادي أبو دية أن ما يحدث “محاولة لخلق فتنة سنية – شيعية”، مشيرًا إلى أن الحزب قلص وجوده العسكري في سوريا بنسبة 80% خلال السنوات الثلاث الماضية، وأن وجوده الحالي “أمني أكثر من كونه عسكريًا”.

خلايا نائمة: الخطر القادم؟

حذر العميد المتقاعد يعرب صخر من بقاء خلايا نائمة تابعة للحزب وميليشيات إيرانية في المناطق الحدودية، قائلاً: “هذه الخلايا تتحين الفرصة لإعادة قلب المعادلة في سوريا، بإدارة وتخطيط من شرق لبنان وبتنسيق إيراني عراقي”.

هل تُغلق الحدود؟

أكد صخر أن الحل يكمن في تنفيذ القرار الدولي 1680 وضبط الحدود بشكل صارم، قائلًا: “إذا لم تتحرك السلطات اللبنانية والسورية بحزم، فإن المواجهات ستتكرر والخطر سيتفاقم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى