Podcast Icon
سياسة

“يوليوس قيصر الجديد”.. رجل العقارات يرى أنقاض غزة دولارات

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نية الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة موجة واسعة من الجدل، حيث شغلت تصريحاته الصحف العالمية التي قدمت تحليلات ومقالات رأي تناولت الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية لهذه الخطوة المثيرة للجدل.

ترامب ونتنياهو.. مؤتمر صحفي يتحول إلى مفاجأة كبرى
في مؤتمر صحفي عقد في القاعة الشرقية بالبيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف ترامب عن رؤيته الجديدة تجاه غزة، والتي جاءت بشكل غير متوقع، حيث وصف القطاع بأنه “مكان سيئ الحظ”، قبل أن يعلن عن خطة لإعادة توطين سكانه في مناطق أخرى بتمويل من دول الخليج الغنية.

صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لمراسلها في واشنطن ديفيد سميث، وصفت المؤتمر الصحفي بأنه تحوّل إلى مسرح للدهشة والاستغراب، مشيرة إلى أن ترامب بدأ حديثه بالتفاخر بمبنى السفارة الأمريكية الجديد في القدس، ثم انتقل فجأة إلى الحديث عن مستقبل غزة بطريقة غير متوقعة.

“سوف نمتلك غزة”.. تصريح صادم وغياب أي تفاصيل واضحة
فاجأ ترامب الجميع عندما قال بشكل مباشر:
“ستستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل ما يتطلبه الأمر. سنمتلكه.”
وأضاف أنه لا يستبعد إرسال قوات أمريكية للسيطرة على المنطقة.
وعندما سُئل عن تصوره لخطة التوطين، قدم إجابة غامضة، قائلاً: “يمكن أن يكون واحدًا، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، سبعة، ثمانية، 12… يمكن أن تكون مواقع عديدة أو موقعًا كبيرًا واحدًا.”
لكن الشيء الوحيد الذي كان متأكدًا منه هو أن “المشروع سيكون مذهلاً حقًا”!

ترامب والمقاربة الاقتصادية: “غزة ريفييرا الشرق الأوسط”
لم يتوقف ترامب عند الحديث عن السيطرة العسكرية، بل قدم رؤيته الاقتصادية للقطاع، حيث قال: “سنستولي على المكان، وسنطوره، وسنخلق آلاف وآلاف الوظائف، وسيكون شيئًا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به.”

وأضاف، وفقًا لتقرير الغارديان، أن غزة يمكن أن تصبح منطقة سياحية مزدهرة، مليئة بأبراج ترامب، وملاعب الغولف، ومنتجعات فاخرة.

“لا أريد أن أكون لطيفًا، ولا أريد أن أكون رجلًا حكيماً، بل أريد ريفيرا الشرق الأوسط في غزة.”
هذا التصور أثار موجة من السخرية والاستغراب، حيث وصفته الصحيفة بأنه “يوليوس قيصر الجديد”، معتبرة أن ترامب يرى غزة **فرصة عقارية استثمارية أكثر من كونها أزمة إنسانية وسياسية”.

نتنياهو يرحب.. والمعارضة الأمريكية تنتقد بشدة
من جانبه، أشاد نتنياهو بترامب واصفًا إياه بأنه “أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض”، وأشار إلى أن “خطته بشأن غزة تستحق الاهتمام ويمكن أن تغير التاريخ”، رغم المعارضة الشديدة لها من الفلسطينيين ودول الجوار.

لكن هذا الموقف لم يكن محل إجماع حتى داخل الولايات المتحدة، حيث هاجم السيناتور الديمقراطي كريس مورفي خطة ترامب، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “لقد فقد عقله تمامًا.”

ترامب ومرحلة جديدة من التوسع الأمريكي؟
تؤشر تصريحات ترامب إلى أنه قد يكون بصدد اتباع نهج توسعي جديد خلال ولايته الثانية، حيث لم تعد رؤيته تقتصر على صفقة القرن أو دعم إسرائيل، بل انتقلت إلى طرح مشاريع أمريكية مباشرة على الأراضي الفلسطينية.

لكن يبقى السؤال: هل يملك ترامب فعلاً خطة حقيقية لتنفيذ هذا المشروع؟
أم أن تصريحاته مجرد استعراض إعلامي قد لا يُترجم إلى سياسة حقيقية؟
ما هو مؤكد أن الجدل حول غزة لن ينتهي عند هذا الحد، وأن تصريحات ترامب قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الصراع السياسي والدبلوماسي في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى