Podcast Icon
سياسة

وجهة نظر إسرائيلية: هل انتهى حزب الله بعد نصر الله؟

يرى الكاتب الإسرائيلي إيال زيسر أن حزب الله اللبناني اختار استراتيجية “إبقاء رأسه منخفضًا حتى يمر الغضب”، وذلك بهدف امتصاص الضربات الإسرائيلية واستعادة قوته تدريجيًا، تمامًا كما تفعل حركة حماس في غزة.

وفي مقال نشره بصحيفة “يسرائيل هيوم” تحت عنوان “حزب الله.. اليوم التالي لحسن نصر الله”، أشار زيسر إلى أن التنظيم سعى إلى إظهار قوته الجماهيرية خلال جنازة أمينه العام السابق حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، والتي أقيمت بعد خمسة أشهر من اغتيالهما، لضمان الإعداد الجيد للمراسم، ولتجنب أي تدخل إسرائيلي.

هل انتهى حزب الله؟
بحسب زيسر، فإن الجنازة التي أقيمت في ملعب بيروت الرياضي، رغم أنها استقطبت أعدادًا كبيرة من المشاركين، إلا أنها كانت أقل من التوقعات، مما يطرح تساؤلات حول مدى تماسك الحزب بعد الضربة التي تعرض لها.

ويطرح الكاتب الإسرائيلي السؤال الأهم: هل تعني هذه الجنازة نهاية حسن نصر الله فقط، أم أنها تشير أيضًا إلى تراجع قوة حزب الله العسكرية؟

وفي هذا السياق، يرى زيسر أنه لا توجد إجابة واضحة وحاسمة، ولكن إسرائيل تميل إلى الافتراض المتفائل بأن حزب الله تلقى ضربة موجعة، وأصبح الآن أكثر ميلًا للتهدئة بدلًا من التصعيد، كما حدث بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، أو كما كانت تقول إسرائيل عن حماس بعد كل مواجهة عسكرية.

لكن الكاتب يحذر من الركون إلى هذا الافتراض، مشيرًا إلى أن الواقع على الأرض لا يدعم هذا السيناريو المتفائل.

ضربة قاسية لكنها ليست قاضية
يؤكد زيسر أن حزب الله تلقى ضربة قوية في المواجهة الأخيرة، حيث:
تمت تصفية قياداته العليا.
تضررت قدراته العسكرية بشكل كبير.
عانى السكان المدنيون في معاقله من دمار غير مسبوق.
إيران أصبحت أقل قدرة على دعمه ماليًا وعسكريًا، خاصة بعد انهيار نظام الأسد في سوريا.
انتخاب رئيس لبناني لا ينتمي لحزب الله ولا يتبع تعليماته، مما يعكس تراجع نفوذه السياسي.

وفي ظل هذه المعطيات، يلاحظ الكاتب أن إسرائيل أصبحت أكثر جرأة في التعامل مع حزب الله، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية دون قيود، كلما رصد محاولات الحزب لإعادة بناء ترسانته العسكرية.

حزب الله بين التحديات وإعادة التمركز
على الرغم من كل هذه العوامل، يشير زيسر إلى أن حزب الله لم يُهزم تمامًا، ولم يفقد دوافعه المعادية لإسرائيل، حيث لا يزال التنظيم:
يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ القادرة على ضرب العمق الإسرائيلي.
يحافظ على قوة عسكرية قوامها عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين والمسلحين.
يظل أقوى من الجيش اللبناني الذي يُفترض أن ينزع سلاحه.

ويؤكد الكاتب أن الحزب اتخذ خيارًا استراتيجيًا بعدم التصعيد حاليًا، والتركيز على استعادة قوته، وهو النهج ذاته الذي تتبعه حركة حماس في غزة، بعد كل مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

هل نشهد تصعيدًا جديدًا أم تهدئة مؤقتة؟
في ظل هذه المعطيات، يبقى التساؤل:
هل ينجح حزب الله في استعادة قوته والعودة كقوة تهديد رئيسية لإسرائيل؟
أم أن الضربة الأخيرة كانت كافية لتغيير مسار الحزب وإجباره على نهج أكثر حذرًا؟
الإجابة على هذا السؤال ستتحدد في الأشهر المقبلة، بناءً على مدى قدرة الحزب على تعويض خسائره، ومدى استعداد إسرائيل لمواصلة الضغط عليه عسكريًا وسياسيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى