Podcast Icon
سياسة

هل تستعد إسرائيل لضربة عسكرية ضد إيران؟ قراءة في المؤشرات والتطورات

ترى صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن ضعف وكلاء إيران في المنطقة، إلى جانب تضرر دفاعاتها الجوية، يخلق فرصة مثالية أمام إسرائيل للتحرك عسكريًا ضد البرنامج النووي الإيراني.

تغير في موازين القوى

تشير الصحيفة إلى أن “حزب الله” اللبناني و”حماس” الفلسطينية لم يعودا يشكلان تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل، مما أدى إلى تراجع نفوذ “محور المقاومة” الإيراني. كما أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة أسهمت في تدمير أنظمة الدفاع الجوي لكل من إيران وسوريا، فضلًا عن تراجع قدرات الصواريخ الإيرانية، وهو ما يعزز احتمالية تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

البرنامج النووي الإيراني في مرحلة حاسمة

بحسب الصحيفة، فإن إيران اقتربت من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج عدة قنابل نووية، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى فعالية الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية في رصد “الاندفاع الإيراني” المحتمل نحو التسلح النووي. وتلفت الصحيفة إلى أن الاعتماد على التحذيرات الاستخباراتية قد لا يكون استراتيجية موثوقة في هذه المرحلة.

احتمالية تنفيذ ضربة مشتركة

ترى “جيروزاليم بوست” أن الظروف الحالية تتيح لإسرائيل وواشنطن فرصة لاتخاذ إجراءات عسكرية حاسمة ضد إيران، ويفضل أن يكون ذلك عبر ضربة منسقة بين البلدين. وتشير التقارير الإقليمية إلى أن هناك توافقًا متزايدًا بين تل أبيب وواشنطن حول هذا الخيار.

الولايات المتحدة بين الدبلوماسية والضغط العسكري

وفقًا للصحيفة، لا تزال الإدارة الأمريكية تميل إلى تجربة جولة جديدة من المفاوضات مع إيران، مدعومة باستراتيجية “الضغط الأقصى” التي تبنتها إدارة ترامب سابقًا. ومع ذلك، إذا فشلت هذه الجهود في إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية، فإن الخيار العسكري سيصبح أكثر ترجيحًا.

عوامل تدفع إسرائيل نحو التصعيد:

  1. تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم

تشير الصحيفة إلى أن إيران زادت من نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% خلال الأشهر الأخيرة، ما يجعلها على بعد أسابيع فقط من إنتاج المواد اللازمة لصنع قنبلة نووية، بحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

  1. تراجع قدرة إيران على الردع

تلفت الصحيفة إلى أن قدرة إيران على الرد على أي هجوم إسرائيلي تراجعت بشكل كبير خلال النصف الثاني من عام 2024، لا سيما بعد الضربات الإسرائيلية التي دمرت 80% من ترسانة صواريخ “حزب الله”، وقوضت قيادته العسكرية.

  1. تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية

في 26 أكتوبر 2024، نفذت إسرائيل ضربات واسعة النطاق ضد إيران، أسفرت عن تدمير جزء كبير من دفاعاتها الجوية، بما في ذلك منظومات “إس-300”. ومع ذلك، تحذر الصحيفة من أن هذا التفوق قد يكون مؤقتًا، نظرًا لاحتمال حصول طهران على منظومات “إس-400” الروسية الأكثر تطورًا.

المشروع الإيراني لم ينهر بالكامل

رغم الانتكاسات التي تعرضت لها إيران خلال عام 2024، لا تزال تمثل التهديد الأكبر لإسرائيل في المنطقة، وفقًا للصحيفة. وتشير إلى أن “المشروع الإقليمي الإيراني لم ينهار بالكامل”، حيث لا تزال طهران تمتلك نفوذًا قويًا في عدة مواقع إقليمية، باستثناء سوريا التي فقدت نظام الأسد، ما أضعف انتشارها الإقليمي بشكل كبير.

خلاصة واستنتاجات

تخلص “جيروزاليم بوست” إلى أن احتمالية تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية أصبحت أعلى من أي وقت مضى منذ اكتشاف البرنامج النووي الإيراني قبل نحو عقدين. وتؤكد أن الفرصة المثالية لتنفيذ الضربة قد تكون الآن، قبل أن تتمكن إيران من استعادة قدراتها العسكرية وتعزيز دفاعاتها الجوية مجددًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى