Podcast Icon
سياسة

منشآت عسكرية تحت الأرض.. طهران تستعد للمواجهة

شهد عام 2024 تطورات متسارعة وضغوطًا غير مسبوقة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث واجهت تداعيات الضربات الإسرائيلية المباشرة، وتآكل نفوذها الإقليمي، خصوصًا مع تراجع دور حلفائها مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، إضافة إلى فقدان قبضتها على سوريا إثر انهيار حكومة بشار الأسد. في ظل هذه الأوضاع، تسعى طهران لإثبات قوتها عبر استعراض ترسانتها العسكرية، وعلى رأسها منظومتها الصاروخية المتطورة.

تعزيز الترسانة الصاروخية لفرض النفوذ
بحسب الكاتبة مايا كارلين في مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، تعتمد إيران بشكل متزايد على استعراض قدراتها الصاروخية كرسالة تحذيرية لخصومها. فقد كشفت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني مؤخرًا عن قاعدة صواريخ جديدة تحت الأرض في المناطق الساحلية الجنوبية للبلاد، وهو جزء من استراتيجية تهدف إلى تعزيز الردع العسكري.

وصرح علي رضا تنكسيري، قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، بأن طهران تستعد “لمواجهة أي عدو، في أي نطاق، وبأي طريقة، وفي أي منطقة جغرافية”. كما أكد حسين سلامي، القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، أن على أعداء إيران “إعادة حساباتهم بدقة، حتى لا يرتكبوا أخطاءً قد تجلب لهم المتاعب”.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تكشف فيها إيران عن منشآت عسكرية تحت الأرض، ففي يناير الماضي أعلنت البحرية الإيرانية عن قاعدة صواريخ بحرية أخرى بالقرب من الخليج العربي، كما استعرضت القوة الجوية الفضائية للحرس الثوري الإيراني منشأة مماثلة قبل بضعة أيام، ما يؤكد مساعي طهران لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية في آنٍ واحد.

قدرات صاروخية متطورة تهدد الاستقرار الإقليمي
شهد العقد الماضي توسعًا هائلًا في ترسانة إيران الصاروخية، والتي باتت تشمل صواريخ باليستية دقيقة، وطائرات مسيّرة، وصواريخ كروز، ما جعلها واحدة من القوى الصاروخية البارزة في المنطقة. ورغم أن تطوير منظومات الإطلاق النووية يمثل أولوية لطهران، فإن استخدامها للصواريخ المتقدمة لم يقتصر على برنامجها النووي، بل امتد إلى دعم حلفائها الإقليميين.

واستخدم الحرس الثوري الإيراني هذه الترسانة في عمليات استهداف تنظيم داعش في سوريا، والجماعات الكردية في شمال العراق، إضافة إلى تسليح وكلائها مثل حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيين في اليمن، مما زاد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق الأوسط.

وبحسب التقارير، تمتلك إيران صواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، ما يجعلها قادرة على استهداف مواقع استراتيجية في إسرائيل ودول الخليج. كما تختبر طهران باستمرار تقنيات صاروخية جديدة، حيث أطلقت مؤخرًا صاروخ كروز مضادًا للسفن بمدى 1000 ميل، ما قد يشكل تهديدًا كبيرًا للسفن الحربية الأمريكية في بحر عمان والخليج العربي.

مضيق هرمز.. ساحة المواجهة المقبلة؟
يعتبر مضيق هرمز نقطة استراتيجية تمر عبرها 20% من إمدادات النفط العالمية، وقد استخدمته إيران سابقًا كأداة ضغط من خلال التهديد بإغلاقه أو استهداف السفن المارة فيه باستخدام الصواريخ والزوارق السريعة. ومع استمرار التصعيد في المنطقة، قد تتحول هذه المنطقة الحيوية إلى ساحة مواجهة محتملة بين طهران وخصومها، مما يهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية.

إلى أين تتجه إيران؟
بينما تدخل إيران عام 2025، تواجه تحديات ضخمة على المستويين الداخلي والخارجي، فمن جهة تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ومن جهة أخرى تتزايد الضغوط العسكرية والسياسية عليها. ويبقى السؤال الأهم: هل ستواصل طهران سياستها التصعيدية عبر تعزيز ترسانتها العسكرية ودعم وكلائها، أم ستسعى إلى خيارات دبلوماسية لتخفيف العزلة الدولية؟ الأيام المقبلة ستكشف عن مسار الأحداث في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى