Podcast Icon
سياسة

مشروع إسرائيلي جديد: هل تتحول إندونيسيا إلى وجهة للهجرة الطوعية من غزة؟

إسرائيل تطلق مشروعا تجريبيا لنقل عمال فلسطينيين إلى إندونيسيا
كشف موقع “ماكو” الإسرائيلي عن مشروع هو الأول من نوعه، يهدف إلى تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين من قطاع غزة، عبر إرسالهم إلى إندونيسيا للعمل في قطاع البناء. ويشرف على المشروع مكتب منسق العمليات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، حيث من المتوقع أن يغادر 100 فلسطيني في المرحلة الأولى للعمل هناك.

خطة الهجرة الطوعية: تفاصيل المشروع التجريبي
وفقاً لما نشره “ماكو” تحت عنوان “لأول مرة.. نحو 100 غزي سيتوجهون للعمل في إندونيسيا”، فإن المشروع يسعى إلى فتح مسار جديد لتشجيع الهجرة المستدامة من قطاع غزة، وليس فقط السماح بالعمل المؤقت.

المسؤول عن تنفيذ المشروع هو الجنرال غسان عليان، منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق.

يعتمد المشروع على اتفاقيات غير مباشرة مع الحكومة الإندونيسية، التي لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.

وفقاً للقانون الدولي، يُسمح لمن يغادر القطاع بالعودة، لكن الهدف الأساسي هو تشجيع الإقامة الطويلة الأمد.

وأشار التقرير إلى أن نجاح التجربة قد يمهد الطريق لتوسيع نطاق الهجرة إلى دول أخرى، ما يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي من المشروع، وما إذا كان جزءاً من سياسة إسرائيلية جديدة لإعادة تشكيل التركيبة السكانية في غزة.

مديرية الهجرة: إدارة جديدة للهجرة الطوعية من غزة
ذكر التقرير أن المشروع مرتبط بإنشاء “مديرية الهجرة”، التي أسسها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، والتي ستكون مسؤولة عن تنظيم خروج الفلسطينيين طوعاً من القطاع.

ستتولى المديرية التعامل مع تنسيق عمليات الإجلاء وتأمين فرص عمل للفلسطينيين في الخارج.

سيقرر وزير الدفاع الإسرائيلي في الأيام المقبلة من سيرأس هذه المديرية.

كان العميد (احتياط) عوفر فينتر أحد الأسماء المرشحة لرئاسة المديرية، لكن يبدو أن هناك تغييراً في القرار.

تزايد أعداد المغادرين من قطاع غزة
كشف التقرير عن ارتفاع كبير في أعداد الغزيين الذين يهاجرون طوعاً، حيث:

غادر 1000 فلسطيني من غزة منذ بداية هذا الشهر وحتى الأحد الماضي.

من المتوقع أن يغادر 600 آخرون خلال هذا الأسبوع.

منذ بداية الحرب، غادر 35 ألفاً من سكان غزة بشكل دائم.

وأوضحت المصادر أن معظم الذين غادروا هم:

مرضى يحتاجون إلى رعاية طبية.

أشخاص يحملون جنسية مزدوجة أو تأشيرات إقامة في دول أخرى.

وهذا يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية توسيع نطاق الهجرة الطوعية ليشمل فئات أخرى من سكان غزة.

كيف تتم عملية المغادرة؟
وفقاً لـ “ماكو”، فإن عملية المغادرة تتبع آلية محددة:

يتم نقل المغادرين إلى نقطة تفتيش عند معبر كرم أبو سالم.

يخضعون لفحص أمني من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك”.

بعد الفحص، يواصلون طريقهم إلى إحدى الوجهات التالية:

معبر رفح (باتجاه مصر).

جسر اللنبي (نحو الأردن).

مطار رامون (للسفر إلى وجهات أخرى).

يُبلَّغ المغادرون بأن عودتهم قد لا تكون مضمونة، نظراً للأوضاع الأمنية في غزة.

هل يمثل هذا المشروع بداية لإعادة تشكيل غزة ديموغرافياً؟
يثير المشروع الإسرائيلي الجديد العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراءه:

هل هو مجرد مشروع لتوفير فرص عمل للفلسطينيين؟

أم أنه خطوة أولى ضمن خطة أوسع لتشجيع الهجرة الجماعية من غزة وتقليل عدد سكان القطاع؟

هل توافق إندونيسيا على استقبال المزيد من الفلسطينيين مستقبلاً؟

في الوقت الذي تروج فيه إسرائيل لهذا المشروع على أنه مبادرة إنسانية، يرى محللون أن الهدف الأساسي قد يكون تقليل عدد سكان غزة، في ظل استمرار التصعيد العسكري والحصار المفروض على القطاع.

الأيام المقبلة ستكشف مدى جدية تنفيذ هذا المشروع وتأثيره على مستقبل سكان غزة، وما إذا كان مجرد تجربة محدودة أم بداية لخطة طويلة الأمد لإعادة تشكيل الواقع السكاني والسياسي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى