Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

ما هي أدوات ترامب للتعامل مع “إيران النووية”؟.. دراسة أمريكية تجيب (1)

في يناير 2025، ستكون إيران تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى منذ عام 1979، لكنها ستكون أيضًا أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك سلاح نووي، ما طرح تساؤلا مهما حول أدوات وآليات تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع تصاعد القوة النووية الإيرانية، والتي حاولت دراسة نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مؤخرا، الإجابة عليه.

الدراسة التي أعدها الباحث الأمريكي مايكل سينج؛ ترى أنه في هذه اللحظة الحاسمة، قد تكون إسرائيل على وشك تنفيذ ضربات عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني.

وتُعد إدارة ترامب أمام فرصة لا ينبغي تفويتها قبل انتهاء صلاحية بند “إعادة فرض العقوبات” في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) في أواخر عام 2025.

هذه الفرصة تتمثل في تنسيق ضغوط عسكرية واقتصادية ودبلوماسية مع إسرائيل والشركاء الإقليميين، بالإضافة إلى ما يُعرف ب E3 (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة)، بهدف الوصول إلى اتفاق دبلوماسي شامل يتفوق على الاتفاق النووي لعام 2015. في الوقت نفسه، يجب على الإدارة الأمريكية الاستعداد للقيام بعمل عسكري في حال فشلت هذه الدبلوماسية.

إيران في مواجهة ترامب: التحديات والفرص:

بينما يعود ترامب إلى المكتب البيضاوي، سيواجه إيران التي تبدو في وضع متناقض.

من جهة، يعاني النظام الإيراني من ضعف غير مسبوق، حيث فقد شرعيته داخليًا وتعرض وكلاؤه الإقليميون مثل حماس وحزب الله اللبناني والرئيس السوري السابق بشار الأسد لضغوط شديدة. لكن من جهة أخرى، أصبحت إيران أقرب من أي وقت مضى من امتلاك سلاح نووي، في وقت تكون فيه الحاجة إلى وقف تقدمها النووي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

في هذا السياق، يتحمل النظام الإيراني مسؤولية الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من فوضى إقليمية.

ورغم أن دور إيران في التخطيط للهجوم قد يظل غامضًا، إلا أن الأسلحة والتدريب والتمويل الذي قدمته إيران لحماس وحزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن وغيرها من الوكلاء جعل الهجوم ممكنًا.

الأمر السابق يشير إلى التهور الاستراتيجي الإيراني في نشر الأسلحة العسكرية المتقدمة لصالح الفاعلين غير الحكوميين، مما أدى إلى زيادة التوترات الإقليمية وأوسع نطاق للصراعات.

التكتيك الإيراني: من النجاح إلى الفشل:

في البداية، بدا أن تكتيكات إيران الساخرة تجلب لها النجاح، حيث أدت إلى تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مما ساهم في عزل إسرائيل ودبلوماسيتها.

كما اتسع الخلاف بين الحلفاء التقليديين، وعُرقلت آمال التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

ومع ذلك، تراجع حظ إيران بشكل كبير بعد سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية، أبرزها الهجوم العسكري الفاشل على إسرائيل في 13 أبريل 2024، الذي فشل في تحقيق أهدافه رغم إطلاق مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.

هذه الهجمات، بالإضافة إلى الهجوم الفاشل على إسرائيل بعد مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في سبتمبر 2024، كشفت عن الفجوة الكبيرة بين القدرات العسكرية التقليدية لإيران وقدرات خصومها من الولايات المتحدة وإسرائيل والشركاء الإقليميين.

كما أظهرت هذه الأحداث أن إيران باتت أكثر عزلة إقليمياً ودولياً، بينما تلقت إسرائيل دعمًا عسكريًا من الولايات المتحدة وحلفائها.

الأزمة الاقتصادية والشرعية الداخلية:

إن ضعف إيران العسكري يرافقه أزمة اقتصادية داخلية خانقة.

ورغم ارتفاع صادرات النفط الإيرانية إلى ما يقرب من مليوني برميل يوميًا في 2023، وهو أعلى مستوى منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، فإن الاقتصاد الإيراني يواجه تحديات ضخمة.

فالنظام الإيراني يعاني من هروب رأس المال، ويعتمد بشكل كبير على الصين، التي تشتري 90% من صادرات النفط الإيرانية، مما يمنحها نفوذًا هائلًا على طهران.

 بالإضافة إلى ما سبق، هناك أزمة طاقة خانقة، حيث تعاني إيران من نقص في الغاز والكهرباء بسبب سوء الإدارة والنزاعات.

الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها النظام تؤدي إلى تهديد شرعيته السياسية، حيث شهد احتجاجات واسعة في 2022-2023 وحضورًا انتخابيًا ضعيفًا في انتخابات 2024.

هذه الاحتجاجات وعدم المشاركة في الانتخابات يعكسان حالة من الاستياء الشعبي، ويؤكدان على ضعف النظام داخليًا.

إيران والتسارع نحو السلاح النووي:

في ظل تدهور قوتها العسكرية والاقتصادية، تسارع إيران في تقدم برنامجها النووي.

فمنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تراجعت إيران عن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يثير المخاوف بشأن نواياها النووية.

في ظل هذه الظروف، يصبح من الواضح أن إيران تسعى لتحقيق هدفها في امتلاك أسلحة نووية، وهو ما يعد تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.

وتواجه إدارة ترامب الآن تحديات كبيرة في التعامل مع هذا الملف، حيث يتطلب الأمر سياسة شديدة التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين للضغط على إيران، سواء عبر العقوبات أو عبر العمل العسكري، في حال فشلت الدبلوماسية.

يتبع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى