Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

لماذا تحرص المملكة العربية السعودية على الطائرة المقاتلة التركية KAAN؟

مع نهاية العام الماضي، شهدت العلاقات السعودية-التركية نشاطًا ملحوظًا في مجال التعاون الدفاعي. وأحد أبرز مؤشرات هذا التعاون كان إعلان المملكة العربية السعودية نيتها شراء 100 طائرة مقاتلة تركية من طراز KAAN.

ما الذي دفع الرياض نحو التكنولوجيا التركية؟

الطائرة KAAN هي مقاتلة متعددة المهام من الجيل الخامس، طُورت بالتعاون بين شركة الصناعات الجوية التركية (TAI) وشركة BAE Systems البريطانية.

 بدأ المشروع في عام 2010 كجزء من استراتيجية تركيا لتحديث أسطولها من الطائرات المقاتلة، خاصة بعد استبعادها من برنامج F-35 الأمريكي عام 2019. قامت الطائرة برحلتها الأولى في فبراير 2024، مما عزز مكانتها كخيار واعد.

منذ عام 2017، أبدت السعودية اهتمامًا بطائرات F-35 الأمريكية، لكن الولايات المتحدة لم تلتزم بتلبية هذا الطلب.

علاوة على ذلك، تجارب الدول المجاورة مثل الإمارات مع برنامج F-35، التي توقفت بسبب قيود وشروط أمريكية، عززت من حذر الرياض تجاه الاعتماد الكامل على هذه الطائرات.

رؤية 2030 وتعزيز الإنتاج المحلي:

تعكس هذه الخطوة تطلع السعودية لتحقيق أهداف رؤية 2030 التي تشمل تطوير صناعاتها الدفاعية وتعزيز نقل التكنولوجيا.

وقد تقدمت الرياض بطلب للانضمام إلى البرنامج الجوي القتالي العالمي (GCAP) لتطوير طائرات الجيل السادس بالشراكة مع بريطانيا وإيطاليا واليابان.

لكن اليابان أبدت معارضة قوية لانضمام السعودية، مما يثير مخاوف بشأن تأخر المشروع وجدوى انتظاره حتى عام 2040.

في هذا السياق، توفر الطائرة KAAN خيارًا جاهزًا وقابلًا للتطوير، مع توقع بدء الإنتاج الضخم بحلول عام 2028، مما يجعلها أكثر انسجامًا مع الجداول الزمنية لرؤية 2030.

تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة:

تبحث السعودية عن خيارات عسكرية تقلل من اعتمادها على الولايات المتحدة، لا سيما في ظل الأولوية الأمريكية للحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة.

ورغم تفوق المعدات العسكرية الأمريكية تكنولوجيًا، إلا أن الشروط المرافقة لها تجعل البحث عن بدائل ضرورة استراتيجية.

وتسعى تركيا لتوسيع قاعدة شركائها في مشروع KAAN. في 2023، انضمت أذربيجان كشريك لتقديم تمويل ودعم إنتاج مشترك.

كما أبدت باكستان اهتمامها بالانضمام للمشروع، وأفادت التقارير بمشاركة باكستانيين في تطوير الطائرة. وهناك أيضًا اهتمام من دول مثل أوكرانيا وماليزيا.

بالنسبة للسعودية، يمثل شراء الطائرة فرصة لتعزيز التعاون الدفاعي مع تركيا، خاصة بعد توقيع صفقة بقيمة تزيد عن 3 مليارات دولار لشراء طائرات مسيّرة من طراز Akıncı. ويُتوقع أن يساهم تعاون كهذا في تسريع تطوير القدرات الدفاعية المحلية للسعودية.

أهمية استراتيجية وجيوسياسية:

يشير إعلان السعودية عن نيتها شراء الطائرة KAAN إلى حرصها على تنويع مصادر تسليحها وتعزيز مكانتها كقوة إقليمية.

ومع تطور الديناميكيات الأمنية في المنطقة، يصبح بناء قدرات دفاعية قوية ومستقلة ضرورة ملحة. ومن خلال التعاون مع تركيا، تسعى الرياض إلى:

– تقليل اعتمادها على الأسلحة الغربية.

– تحقيق نقل التكنولوجيا لدعم صناعتها الدفاعية.

– بناء شراكات استراتيجية جديدة تعزز نفوذها الإقليمي.

في النهاية؛ ورغم وجود فرص كبيرة، تظل هناك تحديات قد تعيق هذه الصفقة، بما في ذلك الجاهزية التشغيلية للطائرة، قدرة السعودية على استيعاب التكنولوجيا المتطورة، والديناميكيات السياسية المتغيرة.

ومع ذلك، فإن مثل هذه الصفقة يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدفاعي بين السعودية وتركيا وتساهم في تعزيز استقرار المنطقة عبر تحقيق توازن استراتيجي.

وإذا نجحت السعودية في إتمام صفقة KAAN، فسيكون ذلك إنجازًا كبيرًا يعزز علاقاتها مع تركيا ويوفر لها خيارًا دفاعيًا قويًا ومتطورًا.

كما أن هذه الخطوة ستدعم رؤية 2030 وتضع المملكة على مسار متقدم في تطوير صناعاتها الدفاعية، مع تعزيز استقلالها الاستراتيجي في وجه التحديات الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى