Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

قطاع غزة.. “كل شيء ينفذ” تحت الحصار

مونت كارلو الدولية

مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 50,277 ضحية، بينهم 923 قتيلاً على الأقل منذ 18 مارس، بعد استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية في القطاع المحاصر.

في ظل هذا التصعيد، دقت منظمات الأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذرة من أن كل مقومات الحياة باتت على وشك الانهيار في غزة، واصفة الأوضاع هناك بأنها “كارثية وغير مسبوقة”، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي كثيف على مختلف أنحاء القطاع، مما يزيد من مأساة المدنيين الفلسطينيين.

تزايد حصيلة القتلى.. والمستشفيات تحت الضغط

أفاد مراسل مونت كارلو الدولية في غزة، وسام أبو زيد، بأن أقسام الطوارئ في مستشفيات القطاع تشهد ضغطًا متزايدًا، حيث استقبلت خلال الساعات الماضية عشرات القتلى والجرحى.

وتمكنت الفرق الطبية من انتشال أكثر من 43 جثة، ومعالجة أكثر من 115 مصابًا، بينهم نساء وأطفال، جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق متعددة.

في تطور آخر، أسفر قصف مدفعي إسرائيلي السبت عن مقتل ستة فلسطينيين وإصابة آخرين في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، فيما قُتل أربعة فلسطينيين بطائرة مسيرة إسرائيلية في رفح، وتعرض مخيم الشابورة جنوب القطاع لقصف أسفر عن سقوط أربعة قتلى، بينهم طفلة، إضافة إلى إصابة العديد من المدنيين، أغلبهم أطفال.

خطر التهجير يلوح مجدداً

في الجنوب، تصاعدت وتيرة الهجمات مع استمرار القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة شمال غربي رفح، حيث يُقدر أن أكثر من 50 ألف فلسطيني محاصرون داخل المدينة، وفق ما أفاد به الدفاع المدني الفلسطيني، مؤكدًا أن بين المحاصرين فرق إسعاف ودفاع مدني تعرضوا سابقًا لاستهداف مباشر من قبل الطائرات الإسرائيلية.

من جهتها، المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، أكدت أن عشرات الآلاف من المدنيين في خان يونس ورفح أصبحوا محاصرين، في حين تتزايد المخاوف من موجة تهجير قسري جديدة خلال الأسابيع المقبلة.

وفي هذا السياق، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه لم يتمكن من الوصول إلى منطقة تل السلطان للبحث عن مسعفين مفقودين، بسبب الإنذارات المتكررة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة، مما يعكس تدهور الوضع الأمني والإنساني في القطاع.

تدمير منهجي

في موازاة الغارات، يواجه سكان غزة معاناة متزايدة مع اقتراب عيد الفطر، وسط ظروف إنسانية هي الأسوأ منذ بدء الحرب.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي 26 تكية طعام و37 مركز مساعدات منذ بداية الحرب، مما دفع إلى اتهام إسرائيل باتباع “سياسة تجويع ممنهجة” ضد الفلسطينيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.

“جرائم ضد الإنسانية

وفي تقرير جديد، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن “كل شيء بدأ ينفد في غزة”، مشيرًا إلى أن إمدادات الغذاء والمياه والدواء آخذة في التراجع بسرعة، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.

ووفقًا للمكتب الأممي، فإن إسرائيل “تنتهك القانون الدولي عبر محاصرة عشرات الآلاف من المدنيين” في مناطق مثل خان يونس ورفح، مشددًا على أن عمليات التهجير القسري المستمرة تعد “جريمة ضد الإنسانية”.

من جهته، قال المتحدث باسم المكتب الأممي، لينس لايركه، إن التصعيد الأخير “يحمل سمات جرائم وحشية”، مشيرًا إلى أن القطاع يشهد “استهتارًا صارخًا بحياة البشر وكرامتهم”، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.

حصيلة غير نهائية

منذ استئناف الغارات الإسرائيلية في 18 مارس، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 923 شخصًا، بينهم 26 قتيلاً خلال 24 ساعة فقط.

 ومع استمرار القصف، تواصل وزارة الصحة الفلسطينية تحديث أعداد الضحايا، حيث تشير آخر التقديرات إلى أن أكثر من 50,277 شخصًا قتلوا منذ بداية الحرب، في حصيلة يعتمدها المجتمع الدولي كمرجع رسمي للأوضاع في القطاع.

في ظل استمرار القصف الإسرائيلي، وتصاعد التحذيرات الدولية، يبقى مصير عشرات الآلاف من الفلسطينيين معلقًا بين الموت والنزوح القسري.  ومع تزايد الحديث عن عمليات عسكرية إضافية في الجنوب، تظل الأوضاع مفتوحة على سيناريوهات أكثر مأساوية خلال الأيام المقبلة، فيما يترقب المجتمع الدولي ما إذا كان يمكن وقف النزيف الإنساني في غزة أم أن الأوضاع ستستمر في الانحدار نحو كارثة أكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى