غضب في غزة.. مظاهرات ضد حماس وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية

احتجاجات غير مسبوقة ضد حكم حماس
تصاعدت حدة الغضب الشعبي في قطاع غزة، حيث خرجت مظاهرات في بيت لاهيا شمالاً وخان يونس جنوباً، تطالب حركة حماس بالتخلي عن الحكم وإيجاد حل يُنهي الحرب المستمرة.
هتف المتظاهرون ضد الحركة، محملينها جزءًا من المسؤولية عما يجري، في خطوة غير معتادة تعكس تزايد الإحباط بين السكان بعد أشهر من الحرب والمعاناة الإنسانية المتفاقمة.
تعليقات المحللين: استياء شعبي أم استغلال خارجي؟
في تعليقه على هذه التطورات، قال إبراهيم المدهون، مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام “فيميد”، في حديثه مع “سكاي نيوز عربية”: “كل صوت يخرج من غزة هو محل تقدير واستماع وتفاعل، لأن صوت غزة هو صوت الوطن والألم والجروح”.
وأضاف: “نحن في مرحلة صعبة بعد عام ونصف من الإبادة، والشعب الفلسطيني عظيم بصموده رغم القتل والتدمير والتشريد”.
من جهته، يرى منير الجاغوب، المستشار الدبلوماسي، أن إطلاق الصواريخ من غزة يمنح نتنياهو المبرر للاستمرار في العمليات العسكرية، متسائلًا: “ما الذي تحققه هذه الصواريخ سياسياً أو عسكرياً أمام ترسانة الاحتلال الكبيرة؟”
كما أشار الجاغوب إلى أن “مشروع حماس في غزة لم يحقق تقدماً منذ 18 عاماً”، مضيفاً أن “الاحتجاجات تعكس حالة إحباط واسعة لدى السكان الذين لم يعودوا يرون فائدة من استمرار سيطرة الحركة”.
حماس تحت الضغط: بين استمرار المقاومة والمطالب الشعبية
تواجه حركة حماس ضغوطاً متزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث يطالب المتظاهرون بإنهاء سيطرتها على القطاع، بينما ترى الحركة أن التنازلات السياسية لن تُنهي الحرب، لأن نتنياهو يسعى لتغيير معالم الشرق الأوسط بالكامل، وفقاً لما أكده إبراهيم المدهون.
وفي المقابل، يعتقد معارضو حماس أن سياساتها لم تجلب إلا المزيد من الدمار، حيث قال الجاغوب: “الناس خرجوا بشكل عفوي دون تنظيم، لأنهم يشعرون بأن سياسات حماس لم تعد تجدي نفعاً”.
لكن في المقابل، رفض المدهون اتهام المحتجين بالخيانة، مشدداً على أن “الحديث الرسمي للحركة لا ينحدر إلى هذا المستوى، لكن بعض الجهات الخارجية قد تستغل الاحتجاجات لإشعال الفوضى في القطاع”.
مستقبل غزة: بين الاحتجاجات والتصعيد السياسي
مع تصاعد الغضب الشعبي، تواجه حماس تحدياً غير مسبوق في غزة، حيث يرى المحتجون أن الحل الوحيد هو انسحاب الحركة من الحكم، بينما تؤكد قيادة حماس أنها لن تتراجع عن المقاومة رغم الضغوط المتزايدة.
وفي ظل استمرار الحرب، تتزايد التساؤلات حول مستقبل غزة:
هل ستستجيب حماس لمطالب المحتجين وتعيد النظر في سياساتها؟
أم ستواصل تمسكها بالسلطة رغم الغضب الداخلي؟
وهل يمكن أن تؤدي هذه الاحتجاجات إلى تحولات جذرية في المشهد السياسي في القطاع؟
في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المطالبة بإنهاء الحرب، يبدو أن غزة لا تزال عالقة بين التصعيد العسكري والاستياء الشعبي، وسط مستقبل غامض.