Podcast Icon
سياسة

ظل السنوار: محمد يقود حماس من وراء الكواليس

في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، تم تسليط الضوء على الدور البارز الذي يلعبه محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، في إعادة تنظيم وبناء حركة حماس بعد اغتيال شقيقه في أكتوبر 2024. يُلقب محمد بـ”الشبح” نظرًا لعمله بعيدًا عن الأضواء، حيث نجح في توجيه دفة الحركة في أصعب مراحلها.

محمد السنوار: القائد الميداني الغامض
محمد السنوار، في الخمسينيات من عمره، انضم إلى حماس في شبابه، ولكنه ظل في الظل مقارنة بشقيقه يحيى الذي قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية. الغموض الذي يحيط بمحمد جعله شخصية غير معروفة لدى الأجهزة الإسرائيلية، مما أتاح له العمل بحرية نسبية، رغم التحديات.

بعد اغتيال يحيى السنوار، قررت القيادة السياسية لحماس في الدوحة عدم تعيين زعيم جديد للحركة والاكتفاء بقيادة جماعية. ومع ذلك، بدأ محمد، بدعم من القيادات الميدانية في غزة، بالعمل بشكل مستقل عن القرارات السياسية الخارجية، مما زاد من تعقيد المشهد.

إعادة بناء حماس من الداخل
وفقًا للتقرير، تولى محمد السنوار عملية تجنيد مكثفة للمقاتلين الجدد واستغل الذخائر غير المنفجرة في غزة لتصنيع قنابل بدائية. هذه الجهود أدت إلى استمرار الهجمات ضد القوات الإسرائيلية، مما أظهر قدرة الحركة على تجاوز العقبات وإعادة بناء قوتها.

وأشار التقرير إلى أن قدرة حماس على التعافي تتجاوز الجهود الإسرائيلية للقضاء على بنيتها التحتية. وصرح مسؤول إسرائيلي بارز للصحيفة قائلاً: “نعمل بجد لتعقب محمد السنوار، ولكنه يظل متقدمًا بخطوة”.

آراء المحللين حول الدور الجديد لمحمد السنوار
يرى المحلل السياسي الإسرائيلي، ألون بن دافيد، أن محمد السنوار يمثل تحديًا جديدًا لإسرائيل بسبب افتقاره للظهور العلني واعتماده على تكتيكات غير تقليدية لإدارة الحركة. وأضاف: “إذا استمرت حماس في هذا المسار، فقد نواجه موجة جديدة من التصعيد المستمر”.

في المقابل، يعتبر المحلل الفلسطيني، عبد الله الزهيري، أن محمد السنوار يعيد تعريف قيادة المقاومة الفلسطينية من خلال التركيز على العمل الميداني أكثر من الخطاب السياسي، مما يعكس فهمه للمرحلة الحرجة التي تمر بها الحركة.

إرث السنوار وتحديات المستقبل
يُشار إلى أن محمد السنوار كان له دور محوري في عملية اعتقال الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، والتي أدت لاحقًا إلى إطلاق سراح شقيقه يحيى في صفقة تبادل أسرى عام 2011. هذا التاريخ يبرز أهمية محمد كعنصر رئيسي في عمليات حماس الاستراتيجية.

ورغم الجهود الإسرائيلية لتعقبه، يبقى محمد السنوار رمزًا للصمود بالنسبة للحركة، بينما يمثل تحديًا أمنيًا خطيرًا لإسرائيل. السؤال الكبير الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ستتمكن إسرائيل من احتواء “ظل السنوار” أم أن حماس ستعيد تشكيل قواعد اللعبة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى