Podcast Icon
سياسة
أخر الأخبار

رمضان في السودان.. مخاوف أمنية وأوضاع مأساوية

للعام الثاني على التوالي، يستقبل السودانيون شهر رمضان في ظل أوضاع مأساوية، حيث تحولت مظاهر الاحتفاء بالشهر الكريم من موائد عامرة وإفطارات جماعية إلى مشاهد من القلق والخوف، وسط تدهور أمني حاد وارتفاع جنوني في الأسعار، ما يجعل تأمين الاحتياجات الأساسية تحديًا يوميًا.

قبل اندلاع الحرب، كانت الأحياء في العاصمة الخرطوم ومدن السودان الأخرى تشهد استعدادات واسعة لاستقبال رمضان، من حملات نظافة وصيانة الإنارة إلى موائد الإفطار الجماعية التي جمعت الجيران وعابري السبيل.

لكن اليوم، تبددت هذه المظاهر، خصوصًا في الخرطوم التي فقدت نحو 80% من سكانها بسبب النزاع المستمر.

محمد شريف، أحد القلائل الذين بقوا في منزله بحي الكلاكلة جنوب الخرطوم، يعكس الواقع الجديد قائلًا لـ”سكاي نيوز عربية”: في السابق، كان الشارع الواحد يضم نحو 50 أسرة تتشارك الإفطار على موائد عدة، أما اليوم، بالكاد تجد ثلاث أو أربع أسر في الشارع كله.. الجميع فروا ولم يبقَ سوى من أجبرتهم الظروف على البقاء.”

ويضيف شريف أن الإفطار الجماعي لم يعد خيارًا مطروحًا، فالوضع الأمني غير مستقر، والخوف من سقوط قذائف أو انهيار مبانٍ مدمرة يجعل البقاء داخل المنازل أكثر أمانًا.

أسواق خاوية وأسعار عالية:

لم تقتصر الأزمة على الأمن، فحتى الأسواق التي كانت تعج بالحركة قبل رمضان تعاني من ركود غير مسبوق. فقد ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسبة تتراوح بين 200% و400% مقارنة بفترة ما قبل الحرب.

في حين تلاشت السلع المستوردة بسبب انهيار الجنيه، حيث قفز سعر الدولار في السوق الموازية إلى نحو 2500 جنيه مقارنة بـ600 جنيه قبل اندلاع النزاع.

تضييق وأزمات:

مع فقدان أكثر من 60% من السكان لمصادر دخلهم، وتعقيدات الحصول على النقد بعد قرارات البنك المركزي بتغيير العملة، وجد كثير من السودانيين أنفسهم عاجزين عن توفير الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان.

علي يوسف، الذي خرج من منزله في منطقة الثورات رغم المخاطر الأمنية لشراء مستلزمات رمضان، فوجئ بأن ميزانيته لم تكفِ حتى لنصف احتياجاته، قائلًا بأسى لـ”سكاي نيوز عربية”: “لقد ضغطت علينا الأوضاع الاقتصادية بشدة، سنكتفي بالقليل مما يسد الرمق.. الإفطارات التي كنا نعدها قبل الحرب أصبحت من الماضي.”

ومع استمرار النزاع وتفاقم الأوضاع المعيشية، أصبح رمضان في السودان شهرًا للبقاء على قيد الحياة أكثر من كونه مناسبة للعبادة والاحتفاء.

وبينما كانت العائلات تتنافس في إقامة الموائد العامرة، باتت اليوم تكافح لتأمين الحد الأدنى من الغذاء، وسط مستقبل مجهول ومخاوف من استمرار تدهور الأوضاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى