Podcast Icon
سياسة

تصعيد الاغتيالات في غزة: حماس تواجه ضربات موجعة واتهامات بالتجسس

منذ استئناف الحرب في قطاع غزة في 18 مارس (آذار) الحالي، تعرضت حركة “حماس” لسلسلة من الضربات المؤلمة، التي تمثلت في اغتيالات طالت قيادات سياسية وعسكرية بارزة، ما دفعها لاتخاذ إجراءات أمنية مشددة، شملت تنفيذ عمليات إعدام داخلية بحق متهمين بالتجسس لصالح إسرائيل.

اغتيالات تطال قيادات بارزة
بحسب مصادر داخل “حماس”، تحدثت لـ”الشرق الأوسط”، فإن الحركة نفذت ما وصفته بـ”محاكم ثورية” لعدد من المعتقلين، في مناطق تعرضت لاغتيالات لقادتها، وأكدت أن بعضهم أُعدم فعليًا بعد ثبوت تورطه في التخابر مع الاحتلال الإسرائيلي، بينما لا يزال التحقيق جارياً مع آخرين.

وأوضحت المصادر أن الحركة تأثرت بشكل كبير بهذه الاغتيالات التي استهدفت قادتها على المستويات السياسية والعسكرية والحكومية، وهو ما دفعها لاتخاذ تدابير أمنية أكثر تشدداً.

استهدافات متواصلة: قيادات الصف الأول في مرمى النار
لم تتوقف الضربات الإسرائيلية حتى فجر الخميس، حيث ركزت الهجمات على شخصيات بارزة في “حماس”، كان آخرها استهداف الناطق باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، بصاروخ أصاب خيمته داخل مركز إيواء في جباليا شمال القطاع.

بالتزامن، اغتيل أشرف الغرباوي، أحد قادة جهاز الاستخبارات التابع لـ”كتائب القسام”، في قصف استهدف شقة سكنية بمنطقة أرض الشنطي شمال غزة. كما قُتل أحمد الكيالي، المسؤول عن تنسيق جهاز الاستخبارات في “القسام” وجهاز الأمن الداخلي لحكومة “حماس”، في هجوم آخر استهدف شقته بحي النصر.

ومنذ استئناف الهجمات، فقدت “حماس” خمسة من أعضاء مكتبها السياسي، وهم محمد الجماصي، وياسر حرب، وعصام الدعاليس، وصلاح البردويل، وإسماعيل برهوم، بالإضافة إلى شخصيات عسكرية بارزة، مثل أحمد شمالي، نائب قائد لواء غزة في “القسام”، وأسامة طبش، أحد أبرز قادة الاستخبارات العسكرية، وجميل الوادية، قائد كتيبة الشجاعية.

كيف نجحت إسرائيل في تحديث بنك أهدافها؟
أثارت القدرة الإسرائيلية على الوصول إلى هذا العدد الكبير من القيادات في وقت قياسي تساؤلات حول كيفية تحديث المعلومات الاستخباراتية بعد الصعوبات التي واجهتها تل أبيب خلال الأشهر الأولى من الحرب.

بحسب مصادر ميدانية في غزة، فقد استغلت إسرائيل فترة وقف إطلاق النار، التي استمرت 58 يومًا، لتعزيز عملياتها الاستخباراتية، حيث استخدمت طائرات مسيّرة متطورة تعمل بأنظمة الذكاء الاصطناعي، وتنصتت على مكالمات في مناطق محددة لمطابقة الأصوات مع تسجيلات سابقة، ما ساعدها في تحديد مواقع المستهدفين بدقة.

كما قامت الطائرات المسيرة بإلقاء أجهزة تجسس صغيرة، بينما زرعت القوات البرية الإسرائيلية، خلال توغلها في القطاع، كاميرات مراقبة وأجهزة تنصت في أماكن مختلفة، بعضها لم يُكشف حتى الآن.

“ثغرة العروض العسكرية”: كيف ساعدت إسرائيل على تحديد الأهداف؟

واحدة من أبرز الثغرات التي استغلتها إسرائيل كانت العروض العسكرية التي نظمتها “حماس” أثناء تسليم الأسرى الإسرائيليين. وفقًا للمصادر، فقد لاحقت الاستخبارات الإسرائيلية المركبات التي شاركت في هذه العروض، وقامت باستهدافها لاحقًا.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن أكثر من 100 مركبة، شاركت في هذه العروض أو في عمليات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تم استهدافها خلال الأيام الأخيرة، فيما أكدت مصادر من “حماس” اغتيال قادة ميدانيين شاركوا في عملية تبادل الأسرى، مثل جميل الوادية، قائد كتيبة الشجاعية.

أزمة الاختباء: قيادات بلا ملاجئ آمنة
رغم التشديدات الأمنية التي فرضتها “حماس”، إلا أن الظروف القاسية داخل القطاع جعلت من الصعب على قياداتها إيجاد أماكن آمنة للاختباء.

أشارت المصادر إلى أن بعض القادة قتلوا داخل خيام في مناطق النزوح، بينما قُتل آخرون داخل منازلهم أو في شقق مستأجرة مؤقتًا، بعد أن رصدتهم الاستخبارات الإسرائيلية. كما فقدت الفصائل الفلسطينية أجزاء كبيرة من شبكة الأنفاق، التي كانت تُستخدم كمقرات آمنة لقياداتها وإدارة المعارك.

ماذا بعد؟ سيناريوهات مستقبلية لحماس في ظل التصعيد
مع استمرار الاغتيالات، تواجه “حماس” تحديات غير مسبوقة، إذ تفقد قياداتها بشكل متسارع، بينما تتعامل مع اتهامات بالتجسس داخل صفوفها، وتكافح لإعادة ترتيب صفوفها استعدادًا للمرحلة المقبلة.

ومع تزايد قدرات إسرائيل الاستخباراتية، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع “حماس” التكيف مع هذا الوضع الأمني المعقد، أم أنها ستتكبد المزيد من الخسائر الاستراتيجية التي قد تؤثر على مستقبلها في قطاع غزة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى